مجتمع

مواطنون بجرسيف يهددون بالتظاهر احتجاجا على غلاء فواتير الكهرباء والانقطاع المتكرر

 

محمد العشوري

أثارت وما تزال فواتير الكهرباء مؤخرا تثير غضب ساكنة جرسيف كما هو حال عدد من المدن والأقاليم بالمملكة، خاصة وأن هذه الفواتير “التقديرية” التي أصدرها المكتب الوطني للكهرباء بجرسيف عرفت ارتفاعا صاروخيا كما وصفه عدد من المتضررين.

ويستغرب سكان عدد من الأحياء وارباب المقاهي واصحاب المحلات التجارية من الارتفاع الغير المبرر لهذه الفواتير خاصة وأن عدد من المساكن والمحلات والمقاهي كانت مغلقة طيلة أشهر الحجر الصحي ورغم ذلك فاقت الفواتير الصادرة عن هذه الأشهر كل ما يمكن تخيله.

يقول أحد ارباب المقاهي مستنكرا ” كيفاش القهوة مسدودة 3 اشهر كاملة ما فتحناها ما خدمنا فيها حتى لامبة وفالأخر تجينا فاتورة فيها كثر من 2500 درهم هذا راه الشفارة بالنهار وبالعلالي،كيفاش غانخلص فاتورة ديال حاجة لم أستهلكها ولم استفد منها الوضع ماشي طبيعي”.

ويردف علي بقطيط وهو من ساكنة حي الشويبير “انا جاتني فاتورة صدماتني ملي لقيت أن عداد الاستهلاك انتقل مباشرة للشطر الرابع.. كيفاش يمكن يتم احتساب استهلاكي للكهرباء المنزلية عبر الشطر الرابع بشكل مباشر فين هو الشطر الثاني والثالث واش فنظركم هذا أمر منطقي .. والطامة الكبرى هي فاش مشيت نستفسر حول الأمر تم التجاوب معي بشكل استفزازي حيث قالولي خلص وسير تشكي .. الى نخلص علاش نشكي .. والمسؤول اللي تواصل معايا أصلا معندوش جواب مقنع للتساؤلات ديالي”

وفي السياق ذاته صرح محمد اليعقوي لموقعنا مؤكدا أنه تفاجٸ بالإرتفاع الصاروخي في فواتير الماء و الكهرباء، حيث وجدت أرقام صادمة في عز الازمة والبطالة التي فرضتها جائحة كوفيد19 مؤخرا، حيث أصبحنا غير قادرين علی تسديدها، فعندما يجد الفقراء أنفسهم أمام فواتير تفوق في أحيان كثيرا راتبهم الشهري، علما أنهم لا يتوفرون إلا على الحد الأدنى من التجهيزات المنزلية فاعلم أن الساهرين على هذا القطاع فقدو حسهم وضميرهم المهني وانتهت من قلوبهم مخافة الله .

وقالت أمينة من جرسيف أنها تعيش رفقة بنتها بشقة مکتراة، وإذا بها تتفاجٸ کل شهر بفاتورة سعرها 400 درهم رغم أنها لا تتوفر علی أجهزة إلکترونية سوی التلفاز والهاتف، رغم أنها فقدت عملها أزيد من 3 أشهر بسبب وباء کورونا، حيث قالت ”واش نبقاو بجوع ونخلصو الضوء”٠

وقال أحمد بغذاذي أنّه يعيش وحيدا بمنزله، ورغم ذلك فاتورة الکهرباء تتجاوز 300 درهم رغم أنه يسافر بشکل مستمر، ولا يستهلك کثيرا من الکهرباء في منزله، وزار أکثر من مرة وکالة الماء والکهرباء لتقديم شکايته، حيث لا يجد المسٶول عن هذا القطاع، ويطلب منه الموظفين أداء فاتورته وبعد ذلك بإمکانه وضع شکاية٠

وبصوت مليئ بالغضب يؤكد “عمي علي” كما يحلوا للكثيرين مناداته، أن “هاد مالين الضو فاشلين في أداء مهامهم، كيف يمكنهم أن يعملوا على قطع التيار الكهربائي واعادة إطلاقه عدة مرات في وقت وجيز..”، ويضيف “واش مكايفكروش فالمواطن المسكين والفقير لي غادي تحرق ليه تلفازتوا ولا هذاك اللي مريض وخاصوا الدوا يبقى فالتلاجة مبرد واللي تحرق ليه ديك الثلاجة ومعندوش حتى باش يشري وحدة أخرى.. أنا تحرقولي 3 ديال الأجهزة إلكترونية منهم تلفازة .. واش هاد صحاب الضو غايعوضوني فيهم وخا هذا حقي حيث ماعلموناش بلي غايتقطع الضو باش نديرو احتياطات ديالنا.. هذا هو المنكر بعينيه وفالأخر يجيبولك فاتورة فيها زبالة فلوس ويقولولك الى معجبك حال خلص وسير تشكي”.

كما أكد عدد من المواطنين أنهم لن يترددوا في الخروج الى الشارع وتنظيم وقفات ومسيرات احتجاجية تعبيرا عن رفضهم لهذا المنطق الذي لا يمكن تقبله من طرف المكتب الوطني للكهرباء بجرسيف، هذا المنطق الأخرق والمتحايل على جيوب المواطنين.

كما يتسائل أغلب المصرحين عن مدى اطلاع المدير الاقليمي للكهرباء بجرسيف على تصريحات وزير الطاقة والمعادن الذي أكد على أن كل الفواتير التقديرية التي صدرت خلال فترة الحجر الصحي وما بعدها سيتم مراجعتها.

ويبقى السؤال الأكثر إلحاحا هو كيف ستتعامل الجهات الوصية والمعنية مع مطالب المواطنين واحتياجاتهم المرتبطة بهذا القطاع الحيوي؟ وهل سيتم السكوت عن هذا الوضع الغير السوي حتى تتفاقم الضغوط النفسية والاجتماعية للمواطنين، الأمر الذي يمكن ان يتحول إلى موجات احتجاجية لا يمكن ايقافها أو ايقاف أثارها خاصة مع تسجيل حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا بالمدينة واحالة عدد من المخالطين لها لإجراء تحاليل مخبرية؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى