محمد العشوري.
بعد النجاح الذي حققته النسخة الأولى من “ندوات مستقبل التعليم”، التي تناولت موضوع “الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم”، يعود هذا الحدث العلمي البارز في نسخته الثانية مخصصاً لموضوع “التربية الإعلامية والرقمية ومستقبل التعليم”، ستُقام أشغال الندوة يوم السبت 30 نونبر المقبل، بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بفاس، ابتداءً من الساعة التاسعة والنصف صباحاً، بمشاركة واسعة من الفاعلين في الحقلين التربوي والعلمي.
تُعد “ندوات مستقبل التعليم” مبادرة سنوية تستهدف استشراف القضايا المؤثرة في مستقبل التعليم بالمغرب. وتمثل هذه الندوات فضاءً للتكوين النظري والتطبيقي، حيث تسعى إلى تزويد الأطر التربوية بممارسات مبتكرة وأدوات تواكب التحولات الرقمية والإعلامية، مما يُسهم في تحسين جودة التعليم. يركز موضوع النسخة الحالية على التربية الإعلامية والرقمية، لما لها من أهمية في تعزيز مهارات التفكير النقدي والوعي الإعلامي لدى المتعلمين، إلى جانب توفير آليات جديدة لتطوير الأداء التدريسي.
وقد سجل للمشاركة في هذه الندوة 160 مستفيداً، بينهم أساتذة باحثون وأطر إدارية وتربوية ومفتشون، بالإضافة إلى طلبة جامعيين وباحثين في سلك الدكتوراه. وتمثل الندوة فرصة لتعزيز إشعاع الجامعة المغربية والانفتاح على شركاء فاعلين في المجالين العلمي والتربوي، فضلاً عن إثراء النقاش العمومي حول التربية الإعلامية والرقمية.
تتضمن الندوة مداخلات علمية تناقش مواضيع متنوعة، من بينها “التربية الإعلامية والرقمية: مداخل الفهم والاستثمار”، “التربية الإعلامية كآلية لتعزيز الوعي الإعلامي والرقمي”، “التربية والتعليم في ظل الإعلام الجديد: أي مهارات لأي طفل؟”، و”التربية الرقمية عبر الألعاب الإلكترونية: نموذج لعبة FC24”. كما تتناول مداخلات أخرى موضوع “التربية الإعلامية وتنمية مهارة التفكير الناقد عند المتعلمين”.
إلى جانب ذلك، تقدم الندوة ورشات تدريبية عملية مثل استثمار تطبيقات التواصل الاجتماعي في التعليم، مع التركيز على منصة TikTok، ومنهجية تدريس التربية الإعلامية بالقيم عبر الرسوم المتحركة. يتم تنظيم هذا الحدث بشراكة بين كرسي الألكسو للاتصال الأخلاقيات والمعرفة والمجتمع، مركز أوراق رقمية للدراسات والأبحاث التربوية، وشعبة التواصل بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بفاس.ي
مثل هذا اللقاء العلمي خطوة جديدة نحو إدماج التربية الإعلامية والرقمية في الممارسات التربوية بالمغرب، مما يسهم في تطوير مهارات المتعلمين وتمكين الأطر التعليمية من أدوات فعالة لمواكبة متطلبات العصر الرقمي.