كيف تقوم الشرطة العلمية بتحليل الآثار البيولوجية الصادرة عن جسم الإنسان بمسرح الجريمة؟ وما هي الغاية من ذلك؟
أسامة_النجاري
لتبسط الموضوع إليكم مقتطف من رسالتي تحت عنوان: الفاعلون الفنيون في مسرح الجريمة التحديات والصعوبات.
تقديم:
من بين المهام التي تقوم بها الشرطة العلمية بعد مرحلة جمع الآثار التي يقوم بها تقنيو مسرح الجريمة (الشرطة التقنية) هي تحليل الآثار البيولوجية الصادرة عن جسم الإنسان حيث تتعد الآثار البيولوجية التي يمكن إيجادها في مسرح الجريمة بين تلك التي تعود للجاني والأخرى التي تعود للمجني عليه أو الضحية، لكن يبقى الأهم هو معرفة طبيعة هذه الآثار وكيفية فحصها وتحليلها لتحويلها إلى أدلة علمية، لذلك سندرج بعض الأمثلة على الآثار البيولوجية التي يدخل ضمنها:
1- البقع الدموية:
تعتبر وسيلة فحص الدم من الوسائل العلمية الحديثة التي يلجأ إليها للكشف عن شخصية الجاني في كثير من الجرائم، كما أن البقع الدموية يمكن أن تكون في مسرح الجريمة من الأدلة الحاسمة، دون نسيان دورها وأهميتها في رسم وتصور أحداث الجريمة، ومن جهة أخرى يعد اختبار تحليل الدم من الاختبارات البيولوجية المهمة التي تمكن الشرطة العلمية من معرفة بعض التفاصيل الدقيقة عن الجاني والمجني عليه على حد سواء ، فمن خلال التحاليل، يمكن معرفة فصيلة دم كل منهما والأمراض التي يحملانها وكذلك يمكن الاطلاع على سلوك الجاني إن كان يتعاطى المخدرات أو الخمور، وأيضا تمكن من معرفة جنس كل منهما، كما أن البقع الدموية قد تدل على مدة الوفاة عن طريق تغير لون الدم من الساعات الأولى مثلا لحدوث الوفاة حتى لأيام بعد اكتشاف الجثة، كما تمكن من معرفة سبب الوفاة أحيانا عن طريق التسميم مثلا أو الطعن أو عن طريق سلاح ناري، كما أنه في حالة العثور على المجني عليه مصابا بعدة طعنات لكن الدم المتواجد حول الجثة قليل مقارنة مع عدد الطعنات التي تلقاها، فإنه يدل على نقل الجثة من مسرح الجريمة الرئيسي إلى هذا المسرح الثانوي قصد الإخفاء. كما أن عينات الدم تلتصق بها بعض خصائص مسرح الجريمة الرئيسي كآثار الأتربة وبعض المواد المنظفة للمنازل إذا كان مسرح الجريمة الرئيسي هو أحد المنازل مما يجعل تحليل الدم هو من التحليلات البيولوجية الأكثر أهمية على الإطلاق.
2- البقع المنوية:
يتكون المني من السائل المنوي الذي يفرز من غدد كثيرة أهمها غدة البروستاتا والجزء الخلوي، وهي الحيوانات المنوية التي تتكون في الخصيتين، ويتكون الحيوان المنوي من رأس بيضوي الشكل وعنق وجسم وذيل، ويبلغ طوله بين 50و 70ميكرون، يقذف الشخص الطبيعي في كل مرة حوالي 3 إلى 5 سنتيمتر مكعب ويحتوي كل 1 سنتيمتر مكعب من السائل المنوي على 50-80 مليون حيوان منوي ، وفي حالة اعتداء جنسي يجب فحص المنطقة التناسلية والمنطقة الشرجية والملابس جيدا وكذلك الأماكن المحيطة بمكان الاعتداء لأنه من المحتمل العثور على بقع منوية سائلة أو جافة، وعادة ما يتم التعرف عليها بالعين المجردة لأنها تخلف على الملابس بقعا صفراء باهتة وكذلك برائحتها المميزة التي تشبه رائحة طلع النخيل، ويمكن التأكد من طبيعة البقعة المنوية بتعريض البقعة التي تحمل الآثار للأشعة فوق البنفسجية حيث تأخذ البقعة لونا مشعا أزرق .
يهدف التحليل المتعلق بالبقع المنوية إلى تمكين الشرطة العلمية من معرفة إن كانت تلك البقع فعلا هي منوية وذلك عن طريق اختبار الفوسفاتاز الحمضي la phosphatase acide وهو عبارة عن أنزيم يحتوي عليه السائل المنوي ويكون غنيا به، فلو عثر على بقع اشتبه في كونها منوية تقوم الشرطة العلمية بترطيب ورقة ترشيح ماء مقطر، بحيث توضع على البقعة ويتم الضغط عليها، لينتقل جزء منها إلى الورقة، ثم ترش بمادة كيميائية خاصة وإذا كانت البقع إيجابية فإنها تتحول للون الوردي الذي يصير شاحبا مع مرور الوقت ، ومن جهة أخرى يمكن التعرف على كون هذه البقع هي منوية من عدمها بواسطة المجهر الضوئي حيث يمكن تمييز الحيوانات المنوية بعد صبغها بملونات خاصة، ويمكن التأكد من ذلك لاحقا بواسطة المجهر الإلكتروني الذي يبن الحيوان المنوي كاملا، وللإشارة فقط ففي الحالات التي يتم قتل المجني عليها بعد اغتصابها يمكن تحديد الزمن تقريبي للوفاة انطلاقا من الحيوانات المنوية التي من الممكن أن تعيش في عنق الرحم لمدة تتراوح ما بين 4 و7 أيام.
على العموم عن طريق البقع المنوية يمكن معرفة الأمراض التي يحملها الجاني وكذلك يمكن اجراء اختبار الحمض النووي لمعرفة صاحب الأثر عن طريق مقارنتها مع عينات من المشتبه فيهم.
3- آثار اللعاب:
إن اللعاب عبارة عن سائل لزج عديم اللون، يتركب من 99% من الماء ويحتوي على أنزيم الآلفا أميلاز L’alpha amylase الذي يتميز بخاصية تحويل النشا إلى سكر المالتوز ومواد أخرى، ويفرز اللعاب عن طريق غدد موجودة في الفم، وقد يصل إلى حوالي لتر، كما يحتوي على الخلايا الطلائية المبطنة للطبقة الداخلية للفم التي تتساقط وتمتزج به، والتي من خلالها يمكن أن نستخلص البصمة الوراثية ، وكذلك تحديد نوع الجاني وجنسه وذلك بفحص الخلايا البشرية الحيوية الموجودة باللعاب للكشف عن الكروموزومات الجنسية والتي تسهل عملية التحديد، كما أن الفحص المجهري للعينات اللعابية قد يساهم في الكشف عن الحالة الصحية للجاني أو المجني عليه، وذلك عن طريق الأمراض والميكروبات التي تمتزج مع لعابه، كداء السل الرئوي وغيره، كما يمكن للتحليل أن يبين تعاطي الضحية أو الجاني المواد الكحولية أو المخدرات من عدمها. وفي بعض الأحيان يمكن أن تحدد العينات اللعابية زمن الوفاة، فمثلا إذا ما تم العثور على اللعاب في حالة سائلة ورطبة وفي درجة حرارة معتدلة أشار ذلك إلى أن الوفاة حدثت منذ مدة وجيزة، أما إذا وجد اللعاب في حالة جافة مع ارتفاع درجة الحرارة فقد يشير ذلك إلى مرور فترة على حدوث الوفاة، ويلزم في هذه الحالة إعادة اللعاب إلى حالته السائلة أو الرطبة باستخدام بعض المواد الكيميائية المسيلة لتحليله واستنطاقه والوقوف على دلالاته ، وعادة ما يمكن العثور على هذا الأثر في أماكن مختلفة من مسرح الجريمة حيث من الممكن أن يوجد اللعاب في ملابس الضحية أو الجاني، كما قد يوجد في الأكواب والكؤوس الزجاجية وعلى الأطعمة وأعقاب السجائر…
4- الشعر:
ويعتبر الشعر من بين الآثار المهمة التي يمكن تحليلها بيولوجيا، حيث يمكن من خلال الشعرة معرفة جنس صاحبها وعمره وتحديد لونها هل هي طبيعية أم عليها بعض أنواع صباغة الشعر، ومصدرها هل هي من الرأس أو الإبطين أو من شعر العانة… وأحيانا أخرى يدل الشعر إلى جنسية أو قارة صاحبها كالشعر المتهدل الذي يتميز بكونه صلب القوام، بالإضافة إلى كونه سميك وعادة ما يرجع هذا النوع من الشعر إلى شعوب الشرق الصفراء: الصين واليابان، وهناك الشعر الصوفي وتتميز شعيراته بكونها ملتوية على نفسها وقصيرة جدا ويصعب فردها ويرجع هذا النوع لشعوب إفريقيا السوداء ، ويمكن إيجاد بعض عينات الشعر في مسرح الجريمة بشكل عام، وبشكل خاص في يدي المجني عليه في حالة مقاومته للجاني، وكذلك في الملابس الداخلية للمجني عليها أو ملتصقا بأعضائها التناسلية في بعض الأحيان. لذلك فرفع الشعر هو أمر مشترك بين تقنيي مسرح الجريمة والطبيب الشرعي الذي يقوم بفحص الضحية، أما تحليل عينات هذا الشعر فيعود للشرطة العلمية ومختبراتها، وعادة يتم فحص الشعر عن طريق العين المجردة وكذلك بالطرق الكيميائية والمجهرية وإذا كانت مجرد شعرة واحدة يمكن الاستغناء عن الفحص الكيميائي خوفا من تلفها ويتم الفحص بواسطة الميكروسكوب، وأساس هذا الفحص هو وجود أجسام غريبة كبقع الدم أو المني أو أي مادة أخرى كآثار بعض الأمراض الجلدية والزيوت المستخدمة في تجميل الشعر وكذلك بعض الإفرازات المهبلية أو البرازية إذا كان من شعر العانة مثلا، عندئذ يمكن فصل هذه الآثار عن بعضها البعض، وتدوين تلك الخصائص لمقارنتها مع بعض العينات التي يتم أخدها من المشتبه فيهم.
5- الأظافر:
لتحليل الأظافر أهمية كبيرة في جرائم القتل والضرب والجرح والاغتصاب وهتك العرض والتسميم وغيرها، وتكمن أهمية الأظافر سواء أكانت للجاني أم المجني عليه (إذا كان حيا أو لجثته) في كونها تحتفظ بكل مادة تلامسها أو تحتك بها ولو غسلت اليد عدة مرات ، ويمكن أن تكشف عدسات الميكروسكوب والتحليل الكيميائي على محتويات تلك الأظافر، والتي قد تدل إن كان لها ارتباط بالجريمة خصوصا على الجاني إذا ما تم العثور على عينة من جلده أو دمه أو قطع صغيرة من لحمه أو مساحيق التجميل (إذا كانت الجانية امرأة)، يمكن لتقنيي مسرح الجريمة مقارنة محتويات الأظافر مع الخدوش الظاهرية التي تبدو على بعض المشتبه فيهم المتواجدين بمسرح الجريمة، على أن يتم مطابقتها مخبريا عن طريق الشرطة العلمية، ويرتبط محتوى الأظافر عادة بمحاولة المجني عليه مقاومة الجاني إلا أنه في بعض الأحيان قد يدل على المكان الذي ارتكبت فيه الجريمة (مسرح الجريمة الرئيسي) في جرائم القتل والاغتصاب والاختطاف وغيرها حيث من الممكن أن تحمل المجني عليها آثارا من ذلك المحيط كآثار البناء أو الطلاء أو الأتربة أو رمال الشاطئ وغيرها من الأماكن التي قد توسع أو تضيق دائرة البحث عن المجرمين.
6- الفضلات:
يقصد بالفضلات تلك الإفرازات الجسمية التي لا تحتوي على مكونات حية، يقوم الجسم بطرحها للتخلص من بعض المواد غير المرغوب فيها وقد تأتي الفضلات على شكل بول أو براز أو عرق وقد يطرحها الجسم عن طريق القيء.
بالنسبة للبول والبراز في مسرح الجريمة فهو سلوك قد يلجأ إليه الجناة لعدة أسباب، فمنها تلك المتعلقة بالطبيعة البشرية والحاجة إلى القيام بذلك خصوصا في حالة بعض الأمراض كداء السكري أو الإسهال وغيرهما، ومنها ما يرتبط بالحالة النفسية للمجرم وما قد يصيبه من اضطراب وتوثر للأعصاب بعد قيامه بجريمته، وقد يدفعه ذلك إلى التبول اللاإرادي في ملابسه أو التبرز في أحد أركان مسرح الجريمة، وقد يقدم بعض المجرمين أحيانا على التبول عمديا فوق جثة المجني عليه احتقارا وتشفيا فيه وللتعبير عن مدى كرهه له، كما هو الشأن بالنسبة للقضية الوطنية الشهيرة بأحداث “إكديم إزيك” حيث عمد أحد الجناة إلى التبول فوق جثة أحد أفراد القوة العمومية.
ويمكن العثور على البول أو البراز في مسرح الجريمة بالعين المجردة سواء كان المسرح داخليا أو خارجيا، لكن في الحالة الثانية تكون الآثار والبقع أكثر وضوحا، وإذا كان البول هو سائل سام ينتج في جسم الإنسان كناتج عن عملية تنقية الدم أثناء مروره في الكليتين، فإنه يتكون من والماء الأملاح المعدنية وفضلات سامة (البولة – الحمض البولي – ومحلول النشارد) ولأن البول يتشكل من الماء بجزء كبير، يمكنه أن يتبخر بفعل الحرارة ولا يتبقى سوى محلول النشادر الذي له رائحة قوية مميزة يمكن من خلالها أخذ عينة تساعد على تحديد فصيلة دم الجاني وبعض الأمراض المصاب بها وبعض الأدوية والمواد التي يستهلكها كالمخدرات والكحول. أما بالنسبة للبراز، يمكن من خلاله تحديد نوع الأطعمة التي تناولها الجاني والأمراض التي أصيب بها كعسر الهضم والدودة الشريطية وبعض الطفيليات المعوية…
بالنسبة للعرق فهو كذلك يعد إحدى إفرازات الجسم غير الحيوية التي يتخلص من خلالها من المواد الزائدة عن الحاجة وغير المرغوب فيها كالماء وبعض الأملاح الدهون… وللعرق أهمية كبرى سواء في مسرح الجريمة أو في المختبر الجنائي، فبالنسبة للمسرح يمكن من خلال بعض العينات التي يخلفها الجناة كالملابس أو المناديل وغيرها، وكذلك ملابس الضحايا في قضايا الاختطاف والقتل… فيمكن تقفي آثارهم عن طريق الكلاب البوليسية المدربة حيث تملك هذه الأخيرة حاسة شم قوية تمكنها من التعرف على الرائحة وقيادة التقنيين والمحققين إليها، أما على مستوى المختبرات فيمكن قياس وتحليل الأبخرة بواسطة أجهزة علمية، خاصة وأن رائحة العرق لا تتلاشى إلا بعد مرور فترة طويلة قد تمتد لعدة شهور، ونجد من ضمن هذه الأجهزة مثلا: جهاز التصوير الطيفي للكتل Spectrographe de masse، وجهاز تحليل الرائحة ويطلق عليه الكروماتوغرافيا، وأيضا جهاز كشف الرائحة Olfactronics . وتكمن أهمية تحليل العرق في دوره الهام في رصد نمو البكتيريا، التي تعيش على جلد الإنسان، وتختلف من شخص لآخر ولها سمات مميزة، يمكن من خلال إجراء اختبار الحساسية للمضادات الحيوية على العرق من ملاحظة سلوك البكتيريا عند القيام بتحاليل كيميائية عليها ومقارنتها لاحقا بعينات متحصل عليها من المشتبه فيهم.
بالنسبة للقيء يمكن اعتباره من الفضلات التي قد يخلفها الجاني في مسرح الجريمة، ويرتبط بحالة الجاني المرضية أو النفسية التي تصاحب ارتكابه للجريمة، لذلك يتم العثور عليه عادة بجوار جثة المجني عليه أو في المراحيض وغيرها، ومن خلاله يمكن معرفة آخر وجبة قد تناولها الجاني وكذلك فصيلة الدم من خلال محتويات المعدة ، بالإضافة إلى الأمراض التي قد يحملها والأدوية التي يستعملها، ناهيك عن تحديدها لكونه قد تعاطى موادا كحولية أو مخدرة من عدمه، وقد يصاحب التقيؤ إفراز كمية من اللعاب يمكن أن تستخرج منها بصمته الوراثية.
7- البصمة الوراثية:
يرجع اكتشاف البصمة الوراثية إلى عالم الوراثة الدكتور “إليك جيفري” وذلك سنة 1984، حيث اكتشف هذا الأخير عن التسلسل العجيب للقواعد النيتروجينية المكونة لجزيء الحامض النوويADN ، تتعدد التعاريف التي أعطيت للبصمة الوراثية إلا أنها تدور حول فلك واحد مفاده هي مجموعة من الجينات أو المورثات تختلف بين أفراد المجتمع من لون البشرة والعينين وطول القامة والأمراض… سميت ببصمة لأنها متفردة وسميت بوراثية لأن الجينات فيها تنتقل من الآباء إلى الأبناء، وتسمى كذلك اختصارا ADN لكلمة Acide Désoxyribonucléique أي الحامض النووي الديوكسي منزوع الأوكسيجين، الذي يتواجد في أنوية الخلايا للكائنات الحية، لذلك يطلق عليه النووي، ولأنها توجد في نوى الخلايا وتحمل صفات حامضية لذلك أصبحت تسمى بالحامض النووي .
يمكن أن تتواجد هذه البصمة الجينية داخل مختلف الخلايا البيولوجية المكونة لجسم الإنسان، ويرتبط تكونها مباشرة بالمراحل الأولى لنشأته، حيث تبتدئ بمرحلة التخصيب انطلاقا من الحيوان المنوي الذي يحمل 23 صبغيا (كروموزوم) إلى البويضة التي تحمل بدورها نفس المقدار من الصبغيات، وبعد ذلك يتم الاندماج بتكوين بويضة مخصبة تحمل 46 كروموزوما يصطلح عليها اسم “زيكوت zygote” ومجموع الصبغيات المجتمعة داخل نواة الخلية وفق تركيب محكم تكون البصمة الوراثية . ومن مميزات البصمة الوراثية وكما أشرت سابقا عدم قابليتها للتشابه والتطابق، كما أنها تتميز بخاصية الدقة سواء في الإثبات أو النفي، كما أن الحامض النووي لا يتأثر بالظروف الجوية وله قدرة على مقاومة التحلل لفترة طويلة ، وبيانات البصمة الوراثية بعد تحليلها تظهر على شكل خطوط عريضة يسهل قراءتها لاحقا والتعرف عليها، ومن جهة أخرى تتعدد وتتنوع المصادر التي بإمكان الشرطة العلمية أن تستخرج منها البصمة الوراثية حيث يمكن استخلاصها من الدم واللعاب والسائل المنوي والأنسجة كاللحم والعظم وغيرها مما يساهم في شكل كبير في التعرف على الجناة والضحايا حتى لو مرت مدة طويلة على وفاتهم ومهما تحللت جثتهم أو أحرقت أو دفنت… وقد ساهمت البصمة الوراثية في حل لغز العديد من الجرائم كالسرقة والقتل والاغتصاب وجرائم كانت مقيدة ضد مجهول كما تستعمل في إثبات النسب بالنسبة لقضاء الأسرة.