كُتّاب وآراء

 رياح البطالة في إقليم بنسليمان تعصف بالشباب إلى بر اليأس والإدمان فبناء الإنسان أولى من بناء العمران

رشيد العماري

تعالت الأصوات طولا وعرضا وعند كل إجتماع تكون جل تدخلات الشرفاء من فعاليات المجتمع المدني منددة بداء قاتل نخر أحلام شباب مدينة الحدائق و المشانق؛ وكلما نجح برلماني أو رئيس جماعة جديد وإلا وعلق عليه الشباب آمالهم متفائلين بحل مشكل صاحب مدينة بنسليمان منذ أن نقلت المصانع إلى مدينة برشيد و حولت الإدارات العمومية المركزية إلى مدينة سطات على يد إدريس بصري من أجل ترك مدينة بنسليمان للاستجمام و قبلة الأغنياء متجاهلين كل مؤشر آخر.

وعند كل فجر جديد يذهب حلم شاب جديد في مهب الإدمان و الإجرام؛ ولا من حرك ساكنا و مد يد العون لأناس ضحايا بيئة غير سليمة؛  بل المواقع والجرائد تتلذذ في نقل جرائمهم و تضعها على صفحتها الأولى بعناوين مثيرة ؛ و ليبقى الشباب موضوع المناظرات والندوات الفارغة و مادة دسمة لسن القوانين على ورق مكشوف يظهر أقل ما يخفي في الواقع المر؛

فلا يلم أحدا منكم الشباب على الإنحراف والخمول؛ و لأنه نتاج سياسات فاشلة وجب الإعتراف بالفشل و تحمل المسؤولة فيما يقع وما زال يقع في رقعة شريحة مهمة داخل المجتمع  من شأنها أن ترفع سهم الإنتاج الداخلي وفيها من الطاقات ما لا لتشريف المدينة والوطن خارج الديار ؛ ولا أحد منكم له الحق في الحكم على جيل كلما أخد مسارا قفلت في وجه الأبواب بسبب ” باك صاحبي ” .

أيها المسؤولون الأفاضل اهتموا بالإنسان قبل العمران فكم من بناية وصلت لطابقها العاشر و سقطت على رؤوس ناس لا ذنب لهم بسبب الغش واللامسؤولية وتم  بناءها من جديد؛  ولكن لا يمكن بناء شباب دمر و فقر و همش و أخد المخدرات كأداة  للنسيان و وسيلة للمرور إلى مرحلة الشيخوخة أو ربما عجل بوقت الرحيل عن عالمكم المزعج .

أيها الساهرون على أمورنا فالشباب ركبوا قوارب الموت و فضلوها عن الحياة في وطن صعب الإستمرار فيه؛  في وطن لم يأخذ شاب نصيبه في الحلم بحياة كريمة ولا أحد إختار تخصصا و توفق فيه؛  فكم من شابة باعت شرفها في الخليج من أجل أن تعيل أسرتها في المغرب؛  وكم من شاب فضل السجن على الحرية لكي ينقص من ميزانية أسرته فردا عاجزا عن كل شيء.

هذه رسالة وجب على الكل استوعابها لأنها مأساة إنسانية ضحيتها ركيزة المجتمع؛  وشعارها الشباب أساس التنمية، ومفادها أن تجاهل شاب سيصنع يائس جديد في عالم الإدمان و الإجرام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى