ثقافةمجتمع

كتاب “الرسائل الديوانية مصدر للتأريخ” .. إصدار جديد للأستاذ محمد البركة

 

صدر للأستاذ محمد البركة أستاذ التاريخ والحضارة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس كتابه الأخير الموسوم بـ((كتاب الرسائل الديوانية مصدر للتأريخ: الدكتور أحمد عزاوي ورحلة البحث عن المصدر المنثور))، وهو كتاب يأتي تأكيدا للمسار الذي ظل يراكم فيه الأستاذ البركة إعمالا للمقاربة المصدرية، لكن بمنظور آخر هذه المرة، غايته التعريف برواد المقاربة المصدرية من رموز المدرسة التاريخية المغربية، وبمشاريعهم المصدرية التي انكبوا على بنائها لعقود من الزمن،

إذ الكتاب هو عبارة عن دراسة وملاحقة وتتبع لواحد من أهم المشاريع الضخمة التي أنتجها باحث مغربي، وأرسى معالمها في أغلب إصدارات وأعماله، ويتعلق الأمر بمشروع الرسائل الديوانية أو السلطانية التي جمعها ونشرها وحققها ودرس بعض قضاياها الأستاذ أحمد عزاوي، مشروع جاء مفصحا عن دواعي الاختيار والتجديد في مسار البحث التاريخي المغربي، عن تنوع مصدري غزير وضخم تتبعه الأستاذ عزاوي في صمت وصبر بين مخطوط ومطبوع، وعن منهج معلومة معالمه عبر جميع مراحل الاشتغال (التنقيب، والتصنيف، والتعريف، والتحقيق) وحتى الدراسة، إضافة إلى بيان لسيرة صاحب المشروع وحوار معه وشهادات في حق مجموع أعماله.

لذلك كان الكتاب مبادرة لتجميع وقراءة مشروع الأستاذ أحمد عزاوي من زوايا عدة، بغاية ترسيخ ثقافة الاعتراف والوفاء لرموز المدرسة التاريخية المغربية عبر واحد من أعلامها، وفي الآن نفسه دعوة لتتبع مشاريع رواد آخرين غيره.

يقول الأستاذ محمد الغرايب الذي قدم لهذا العمل ((هذه دراسة رصينة، أنجزها مؤرخ شاب، تناول فيها بالبحث والدراسة غالبية أعمال الأستاذ أحمد عزاوي، الذي يُعد عَلما من أعلام المدرسة المغربية في تحقيق التراث التاريخي، وخاصة ما تعلق منه بالتراث السياسي ممثلا في الرسائل الديوانية، التي تعتبر موضوع اشتغاله، بالإضافة إلى جوهرها الدبلوماسي، ذات أبعاد تاريخية وأدبية وفنية.

وقد عمد الأستاذ محمد البركة، وهو بالمناسبة من أكفأ الشباب المغاربة الباحثين في قضايا العصر الوسيط، إلى إعادة قراءة مشروع الأستاذ أحمد عزاوي. ويخيل إلي -وهو منكب على البحث في أعمال هذا الأستاذ- أنه يهدف من وراء عمله، وهو المعروف بدماثة أخلاقه، إلى ترسيخ ما نحن في أمس الحاجة إليه، من الاعتراف بجهود من سبقنا من أعلام الكتابة التاريخية وتثمينها، والانطلاق منها للإسهام في إعلاء بناء صرح مدرسة مغربية في الكتابة التاريخية، علما بأن معالم هذا الصرح كانت قد بدأت تتضح مع الرواد الأوائل على قلتهم، ومع بعض الشباب الذين جعلوا من تكوين ذواتهم، في صمت، أولى أولوياتهم)).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى