فتح المسالك بالاقليم تدخل محدود الفعالية في الزمان والمكان وتوفير قطرة ماء بالغة الأهمية إن فعلوا
مصطفى داخين
لا يختلف اثنان حول ما انجزه المجلس الإقليمي من اشغال طرق ومسالك بلغت في مجملها مئات الكيلومترات على الرغم من أنها لم تخلو من محاباة حزبية وقبلية خلفت العديد من ردود أفعال بين الدواوير المستهدفة بشتى الجماعات .
يعد فتح المسالك ببوادي الإقليم إنجازا يجب تسجيله في صحيفة المجلس السياسية ، ومفخرة بولاية انتخابية معينة ، وواقع الحال يقول انه إنجاز محدود الفعالية حيث تنتهي صلاحيته في غالب الأحيان بحلول كل شتاء حين تأتي السيول الجارفة على المسالك وتحولها إلى ممرات شعاب ليس إلا ، وبالتالي تتم العودة إلى نقطة الصفر مما يستنزف ميزانية المجلس التى تنفق بطرق تفتقر إلى استراتيجية العمل وفق أجندة تجيد دراسة الحاضر والمستقبل على ضوء التقلبات المناخية والخصوصية الجغرافية.
ماذا لو أن المجلس الإقليمي أضاف إلى سياسة فك العزلة سياسة قطرة ماء ؟
في ترتيب الأولويات السياسية تكون الاسبقية لقطرة ماء من منطلق أن مقر العمالة ما تلقى وقفات احتجاجية على المسالك الطرقية بل كان ذلك قد تكرر عدة مرات بخصوص قطرة ماء ، لكن عقلية التدبير مبنية على هدير الآليات وشخير الشاحنات ، وبذلك فتقنيات ثقب نقط الماء لا وجود لها في كراستهم السياسية على اعتبار أنها مقاولة شحيحة الموارد المالية وضعية الضوضاء التي تحاكي أصوات الانتصار في المعارك الانتخابية .
من المفروض أن ينتبه المنتخبون العارفون بكل شيء إلى استراتيجية الأمن المائي كأولوية تتصدر أجندات العديد من الدول ، ولن يكلف ثقب نقطة ماء أكثر من 40 ألف درهم يكفي صبيبه المائي لدوار يزيد عن 60 دارا . وهو تأمين يمكن القرويين من الحفاظ على قطعان الماشية والدواجن بالإضافة إلى الانبات بمحيط البيوت .
اعتقد ان صهاريج الماء التي تم اقتناؤها بالملايين لتزويد الدواوير بالماء الصالح للشرب مكلفة إلى درجة يصبح فيها لتر الماء بثمن المياه المعدنية . وهذا تدبير مصنف في سلوك التبدير بتوقيع الحكامة الجيدة .