محمد العشوري.
بعد سباق انتخابي محموم وساعات طويلة من الترقب، نجح دونالد ترامب في العودة إلى البيت الأبيض، مجددًا آمال الملايين من أنصاره في تحسين الأوضاع الداخلية واستعادة قوة الولايات المتحدة على الساحة العالمية.
وعلى الرغم من أن ترامب، الذي بلغ 78 عامًا، عرف بآرائه الجريئة، إلا أنه تبنى في هذه الحملة أسلوبًا مختلفًا، مراجعًا مواقفه في ملفات هامة مثل الهجرة وحقوق المرأة. هذا النهج الجديد أسهم في تعزيز الثقة لدى شريحة واسعة من الناخبين، وخاصة أولئك الذين يتطلعون لإعادة النمو الاقتصادي، وهو ما شكل جوهر خطاب النصر الذي ألقاه ترامب بعد إعلان فوزه، حيث أكد التزامه بتعزيز اقتصاد “صنع في أمريكا”، وخفض الضرائب، والعمل على كبح التضخم.
ومعركة ترامب نحو الرئاسة لم تكن سهلة، فقد خاض مواجهات قانونية عديدة، كما تعرض لمحاولتي اغتيال خلال حملته. هذه التحديات، بدلاً من أن تُضعفه، صقلت إرادته وأظهرت لمؤيديه مرونة شخصيته وصلابتها.
وفي طريقه نحو الفوز، استعان ترامب بدعم حلفاء نافذين، من بينهم إيلون ماسك، رجل الأعمال المعروف، وروبرت كينيدي جونيور، مما وسع قاعدة دعمه لتشمل قطاعات جديدة، خصوصًا بين الشباب والمستقلين الذين أصابهم الإحباط من سياسات الإدارة الحالية.
الارتباك داخل المعسكر الديمقراطي، مع انسحاب الرئيس جو بايدن لصالح نائبة الرئيس كامالا هاريس، أتاح لترامب مساحة أكبر لتعزيز شعبيته، حيث بدا واضحًا أن المرشحة الديمقراطية لم تتمكن من جذب الكثير من الناخبين.
بعض المحللين يرون أن نجاح ترامب جاء نتيجة استراتيجية تواصلية مبتكرة، اعتمدت بشكل كبير على المنصات الاجتماعية والبودكاست، مما جعله قريبًا من جمهور واسع، وأتاح له تعزيز رسالته بفاعلية.
بانتصاره في هذه الانتخابات، يستعد ترامب لولاية جديدة، محملة بآمال شعبية كبيرة وتوقعات محلية ودولية ترقبًا لما سيأتي من تغييرات على يده في السنوات المقبلة.