رسائل ناصر الزفزافي لهذا اليوم: المغرب ذلك الوطن الذي يتسع للجميع

عادل راشدي.
في لحظة إنسانية استثنائية، سمحت إدارة السجون للمعتقل ناصر الزفزافي أن يودّع والده المرحوم عيزي احمذ الزفزافي، وأن يخاطب الحاضرين من فوق سطح منزل العائلة.
كلمة قصيرة، لكنها محمّلة بالدلالات والرسائل القوية موجهة للجميع ولمختلف التيارات والتوجهات خاصة المتشددة والمتطرفة منها بالداخل وبالخارج، اختزلت تجربة عميقة عاشها الريف وعاشها معه الوطن وترجمت نضجا سياسيا وأكد مرة أخرى أن حراك الريف هوبمثابة نقطة نظام وبروز جيل جديد للحركات الإجتماعية صرخت بشكل جماعي منظم ومسؤول وبوطنية عالية “لا يمكن لهذا الوطن أن بسير بسرعتين وحان الوقت ليتسع للجميع”
ماأثاراني في كلمة أيقونة الريف أربعة رسائل مهمة:
-أولها رسالة شكر مؤثرة لأحد أهم مؤسسات الدولة ألا وهي المندوبية العامة لإدارة السجون معمتمدا على آية كريمة من القرآن الكريم في يوم جنائزي وفي ليلة عيد المولد النبوي الشريف،وفي وعينا الجمعي الإعتراف المتبادل وفي يوم مقدس يبني جسور الثقة أكثر مما تفعله لغة التشدد والتخوين.
ثانيا دعوة كل الحاضرات والحاضرين “إذا قبلتم فضلا وليس أمرا”بتسمية أبيه الراحل بأبو الأحرار والحرائر مما بمثله من ذاكرة جماعية مشتركة وهو بمثابة تكريم رمزي لكل عائلات معتقلي ومغتربي حراك الريف.
ثالثا لاشيء يعلو فوق مصلحة الوطن عندما خاطب الحاضرين”مهما اختلفنا ومهما كانت لنا من آراء كلها تصب في مصلحة الوطن،لاشيء يعلو فوق مصلحة الوطن”،هو درس قاسي للنخب السياسية المغربية الحالية التي تتهافت حول المناصب والمقاعد والمصالح.
رابعا الوطنية العالية وأن الريف جزء لا يتجزأ من هذا الوطن،عندما قال:”وجودي بينكم اليوم يمثل إنتصارا للوطن،وعندما أتحدث عن الوطن لا أقصد الريف فقط،بل كل ربوع الوطن من صحرائه إلى شماله ،ومن شرقه إلى غربه فلا شيء يفوق مصلحة الوطن”،معها أطلق رصاصة الرحمة في كل الإتجاهات ولمن يهمهم الأمر في الداخل وفي الخارج.
اليوم وكما عودنا دائماناصر، اسم على مسمى، يناصر الحق وينتصر للوطن. وآن الأوان لطي هذه الصفحة المثقلة بالجراح، ووقف نزيف طال أمده، في أفق جديد تسوده الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية والمجالية.
وفي الختام شكرا لنساء ورجالات الظل الذين يفرون من الأضواء الكاشفة وعدسات الكاميرات الذين ساهموا في هذا الجو المأثمي الحزين والجميل، وأنا أسترق هذه الجملة الجميلة للكاتب والصحفي حميد جماهري:
الآن
وقد ودع ناصر والده
يجب ان يودع قيده
الآن
وقد عانق أمه..
وجب ان يعانق الحرية..