التمديد ل”الزعيم الأبدي” يشعل موجة السخرية والتساؤل حول أزمة الديمقراطية داخل الاتحاد

محمد العشوري.
تحول إعلان إعادة انتخاب إدريس لشكر كاتبا أول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لولاية رابعة إلى حدث بارز في منصات التواصل الاجتماعي، حيث اجتاحت موجة من التعليقات الساخرة التي وصفت القرار بأنه “تتويج لثقافة التمديد بدل التداول”، واعتبرت الرجل “رمزا لعشق الكرسي الذي لا يشيخ”.
وانتشرت على صفحات النشطاء صور مركبة وعبارات لاذعة تصف لشكر بـ“الزعيم الأبدي”، فيما كتب أحدهم أن “الاتحاد الاشتراكي صار حزبا على مقاس لشكر، والباقون مجرد كومبارس في مسرحية طويلة لا تنتهي”. وأضاف آخر بنبرة ساخرة: “من حزب النضال إلى حزب النضوب.. نفس الأسماء، نفس الخطابات، ونفس النهاية المحتومة”.
وفي خضم هذا الجدل، يرى متابعون أن المؤتمر الأخير للحزب لم يقدّم جديدا، بل أعاد إنتاج نفس المشهد السياسي الذي طبع ولايات لشكر السابقة، حيث غابت المفاجآت وحضرت “الطبخة الجاهزة”، وفق تعبير بعض القيادات الغاضبة التي قاطعت أشغال المؤتمر احتجاجا على ما اعتبرته “انعدام الشفافية وتكريس التحكم”.
واعتبرت هذه القيادات أن ما جرى لا يمتّ بصلة إلى الديمقراطية الداخلية أو تجديد النخب، بل يمثل “استمرارا لمنطق الولاءات” الذي يخنق ما تبقى من روح الحزب التاريخي.
في المقابل، يرى أنصار لشكر أن التجديد له على رأس الحزب يعكس الثقة في قدرته على قيادة المرحلة المقبلة، معتبرين أن “الاستمرارية” ضمانة لتماسك التنظيم في سياق سياسي صعب.
غير أن أغلب المراقبين يجمعون على أن الولاية الرابعة تعكس أزمة أعمق يعيشها الاتحاد الاشتراكي منذ سنوات، بعدما فقد مكانته كقوة يسارية مؤثرة في المشهد السياسي، وتحول – بحسب تعليقات متكررة – إلى “جهاز مغلق تحكمه الدوائر القريبة من الزعيم”.
وبين السخرية الرقمية وصمت المعارضين، يواصل إدريس لشكر الإمساك بخيوط الحزب، في وقت يرى فيه كثيرون أن “الاتحاد الاشتراكي الذي كان يوما مدرسة للنضال والمبادئ، صار مجرد ظل لتاريخه”، فيما يختزل البعض المشهد بعبارة متداولة على مواقع التواصل: “اللشكرية باقية.. والديمقراطية راحلة”.