كُتّاب وآراء

التقوى والتحلي بالوطنية..وماذا بعد؟

حفيظة لبياض.

أثار دور المناضل الشرس الذي لعبه نزار بركة وكأنه يجسد دور الفنان سعيد النصيري في فيلم نايضة، عدة تساؤلات حول ما إذ كان ينتقد حكومة الجيران مثلا.

ودعا “بركة” في خطابه بمناسبة نشاط حزبي(اطلاق برنامج 2025 سنة التطوع) نهاية الأسبوع الماضي، إلى تخفيض أسعار اللحوم والدجاج والتقليص من هامش الربح وجعل هذا الأخير عقلانيا، متحدثا عن الارتفاع الصاروخي في أسعار اللحوم والدواجن، حيث حث على التحلي بالوطنية في المعاملات التجارية، لضمان حق المواطن في لقمة العيش، من خلال الاقتناء بأثمنة ملائمة، خاصة ونحن في شهر شعبان الفضيل.

مصادر إعلامية كشفت أن خطاب بركة موجه للتجار المضاربين بالأسعار، لتنبيههم من التلاعب بالأسعار واعتبار الوطنية أهم من الربح، كما أكد على ضرورة مراقبة الأسعار داخل الأسواق بجميع مدن المملكة.

وقال العضو بالحكومة التي تدير شؤون البلاد، بالدارجة المغربية “وحنا فشهر شعبان بغيت نقولهم اتقو الله في المغاربة باركا متاكلو فلوس المغاربة وباراكا متاكلو فلوس المغاربة”، مشيرا إلى غلاء الأضاحي المستوردة من الخارج العام الماضي والزيادة غير المشروعة التي عرفتها.

خطاب حليف أخنوش، طبعه نوع من التعاطف مع الشعب في أزمته التي تكمن في غلاء الأسعار، بعد فشل المخططات والبرامج التنموية خاصة في المجال الفلاحي، التي من المفترض أن تساهم في التصدى لهذه الأزمة، وهو يتحدث بلسان المغاربة الذين يعشقون من يتحدث عن همومهم بالنيابة وتحمل عناء المواجهة خاصة حينما يتعلق الأمر بالطعام والشراب، لذلك جعل نقاط ضعف الشعب نقاط قوة لإنجاح خطابه الشعبوي، والتأثير في الصفوف الغاضبين من الغلاء.

واستغل “بركة” مناسبة شهر شعبان ليدعو إلى التقوى، مما يبرز دور الدين في خدمة السياسة حسب استراتيجيات البوليتيك، حيث يستخدم رجال السياسة الدين لتحقيق أطماعهم ومآربهم، فدعوة “بركة” التجار إلى التقوى يعني دعوتهم إلى الخوف من الله وتعظيمه سبحانه والإخلاص له في العمل والصدق في ذلك، فهل الحكومة الموقرة تتقي الله في المغاربة بممارساتها التي تسبح ضد التيار.

عبارة “اتقوا” تكشف أن الوزير الاستقلالي ينهي عن الفحشاء والمنكر الممارس في حق المغاربة، فهل سيتجرأ أن ينهي رفاقه في الحكومة عن الممارسات غير العادلة في حق المواطنين، وهل سبق أن قال لأخنوش مالك شركات المحروقات اتق الله في المغاربة؟

وبخصوص الحث على التعامل بوطنية في مجال التجارة، فمن أبرز الأسس التي يتوجب أن يقوم عليها العمل الإصلاحي بمختلف المجالات، وذلك من خلال القيام بالمسؤوليات والقوانين وتكريس قيم التضامن والتكافل، غير أن الحكومة التي تضم الأمين العام لحزب الميزان، تغفل جزء كبير من احترام هاته القيم، والعربون هو غيابها للوقوف بجانب الفئات التي تعصف بها الكوارث، لولا التدخل المباشر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس -زلزال الحوز نموذجا-

إن استعمال مفهوم الوطنية، من أساليب التسويق للصورة الإعلامية لحزب الاستقلال منذ تأسيسه في أربعينيات القرن الماضي، غير أن الدواعي والأهداف والعقليات عرفت تحولا كبيرا.

وزير التجهيز والماء، يروج لصورة إعلامية جديدة، من خلال الحديث عن القيم الدينية والوطنية والاجتماعية،

وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات، ويعول في ذلك على مشاعر ورقة قلوب المغارب.

وخطاب “بركة من بين المؤشرات الدالة على التمهيد للإعلان عن الانسحاب من حكومة “تستاهلو ما أحسن”، وتعبير صريح عن عدم الرضى عن أداءها ، وبصرف النظر عن التناقضات، فما الغاية من حبك هذا السيناريو السياسي وخاصة في هذه الظروف؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى