كُتّاب وآراءمجتمع

سنة الحسم… رسائل الملك في افتتاح البرلمان

إيمان بوروميا.

الخطاب الملكي في افتتاح البرلمان هذا العام لم يكن بروتوكولياً عادياً، بل رسالة واضحة للسياسيين وللمغاربة جميعاً. الملك محمد السادس استخدم لغة واقعية وحازمة، وركّز على التنفيذ بدل الوعود، وعلى تغيير العقليات بدل سن تشريعات جديدة.

الرسالة الأولى كانت موجهة للحكومة والبرلمان: الوقت يمر سريعاً، والولاية التشريعية أوشكت على نهايتها، ولم يعد هناك مبرر للتأجيل. المواطنون ينتظرون نتائج ملموسة في مجالات أساسية مثل التشغيل والصحة والتعليم. بمعنى آخر: السنة الأخيرة هي امتحان حقيقي أمام الشعب، ومن يفشل سيتحمل الكلفة السياسية.

الملاحظة الثانية هي غياب أي إشارة مباشرة إلى احتجاجات الشباب الأخيرة. هذا الصمت لم يكن صدفة، بل اختياراً مقصوداً. فالملك فضّل الحديث عن نفس المطالب: فرص العمل، العدالة المجالية، والتنمية المحلية، ليوجّه رسائل غير مباشرة للشباب من دون أن يمنح تلك التحركات شرعية أكبر.

أما الرسالة الثالثة، فهي مزدوجة: في الداخل هناك طمأنة بأن الاستقرار مضمون وأن الدولة واعية بانتظارات المواطنين، وفي الخارج تأكيد أن المغرب يتعامل مع التوترات بحكمة وتوازن، بعيداً عن السيناريوهات المظلمة التي عرفتها دول أخرى في المنطقة.

الخطاب لم يعلن عن أوراش جديدة ولم يقدّم وعوداً إضافية، بل وضع المسؤولين أمام التزاماتهم السابقة. وبين السطور، كان هناك تحذير صريح: من لا يعمل بجد، فالمحاسبة ستكون أمام الشعب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى