كُتّاب وآراءمجتمع

سيدي المستشار .. ساكنة جرسيف لا تهتم “بالبيرمي”، بل بتفشي البطالة وتدهور الصحة وغلاء الفواتير وضعف التجهيزات الأساسية

حفيظة لبياض

بينما ساكنة إقليم جرسيف تتخبط في عدة مشاكل متعلقة بالصحة، إرتفاع فواتير الكهرباء والماء، ثم هشاشة البنية التحتية، فضلا عن حوادث الشغل، ناهيك عن النقل الحضري والقروي، إضافة إلى إرتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية، وكذلك البطالة واحتجاجات المعطلين، إلا أن المشكل الذي أثار إهتمام خالد البرنيشي المستشار البرلماني، عن فريق الأصالة والمعاصرة، هو نقص عدد المدربين بمدارس تعليم السياقة !!.

فعلى ذكر كلمة مدارس حبذا لو اختار لموضوع سؤاله، مدارس التعليم الخصوصي، وتسائل آنذاك عن وضعية الأطر التربوية التي تشتغل بأجور زهيدة مقابل تقديم مجهودات كبيرة في ظروف أشبه ما تكون بالعبودية، فقط لأنهم يحاولون الهرب من شبح البطالة و(حجب الشمس بالغربال)، بدون مبالاة من الجهات المسؤولة عن قطاع الشغل.

وبما أنه يحمل على عاتقه مسؤولية طرح مشاكل الساكنة بقبة مجلس المستشارين، فلابد وأنه يعلم بالحوادث التي تقع بأوراش البناء (مثلا)، دون تدخل من الجهات المسؤولة ودون ضمان حقوق الفئة التي تشتغل في البناء، ومن الأجدر لو تساءل عن مصير هؤلاء الشباب حاملي الشواهد، الذين أغلقت الحكومة (التي يشكل حزبه أحد ركائزها) جميع الأبواب في وجههم، ولم تبقي أمامهم سوى الهجرة السرية والتخلي عن أرواحهم بالبحار.

وفي اللحظة التي وجه سؤاله القليل الأهمية بالنسبة للساكنة، لو فكر قليلا في لهيب فواتير الكهرباء والماء الصالح الشرب، الذي يحرق الساكنة، مقابل خدمات رذيئة، وعدم تجاوب المكتب الوطني للقطاع مع شكايات المواطنات(ين)، ناهيك عن نذرة الماء الذي يعرف الإنقطاع المتكرر في فترات متعدد من السنة سواء بفصلي الشتاء أو الصيف، في انتظار إنتهاء أشغال مشروع سد تاركا ومادي، التي توقفت منذ عدة اشهر.

ناهيك عن ما يعرفه المستشفى الإقليمي بجرسيف من خصاص في الأطر الصحية، خاصة الأطباء الأخصائيين، إضافة إلى نقص التجهيزات واللوازم، مع ما سيخلفه قرار رئيس المجلس الإقليمي لجرسيف (الذي ينتمي الى نفس حزب السيد المستشار) بالغاء اتفاقية الشراكة التي كان قد أبرمها سلفه مع مندوبية الصحة قصد توفير أطر صحية لتعزيز الموارد البشرية للقطاع، من أثار وخيمة على قطاع الصحة بالاقليم ناهيك عن قطع أرزاق حوالي 30 إطار صحي كانوا يعملون بقطاع الصحة وفق هذه الاتفاقية،  في حين أن  المنتخبين الجدد لم يحركوا ساكنا.

وبعدما استبشرت الساكنة خيرا بتواجد شابين مثقفين بقبة مجلس المستشارين، غير أن الإهتمام ب”البيرمي”، الذي لا يبدل فيه المدربون ولا أرباب المدارس مجهودا يذكر مثارنة بالمبالغ الضخمة التي يتحصلون عليها من الراغبين في الحصول على رخصة السياقة، بدل الاهتمام بهذا الحجم من المعاناة أزعج المتتبعين للشأن المحلي واثار الشكوك حول التغيير المنشود.

أما طريق الموت (كما سماه ساكنة المنطقة)، الذي تعبرونه بالسيارات رباعية الدفع، للحصول على أصوات ساكنة المغرب المنسي-لمريجة- الصباب- بركين، وصولا الى تامجيلت وبني مقبل- موسم الإنتخابات، فقد طاله النسيان مباشرة بعدما تم استعماله لتصفية الخصوم السياسيين، مما يجعل ساكنة هاته المناطق تفقد أمالها في فك العزلة التي تعيشها باستمرار منذ عقود من الزمن، في ظل عدم توفر وسائل نقل تحفظ لهم كرامتهم الانسانية وتعفيهم من ركوب نفس وسائل نقل البهائم والأغنام، دون الحديث عن حوادث السير المميثة التي تعرفها طريق الموت هاته.

كما أن المواطنين بمدينة يضطرون لاستعمال حافلات فوغال التي تكدس الركاب كأسماك السردين، أو اختيار ما يعرف بالخطافات التي تشتغل بشكل غير قانوني بل ويهدد سلامة مستعمليه خاصة اذا علم مستشارنا الموقر أن عددا من سيارات الخطافة يعملون بقنينات الغاز مع ما يعنيه ذلك من خطورة على السائق والركاب على حد سواء.

فبعد سؤال المستشار البرلماني حول معاناة مدارس السياقة بخصوص الخصاص في عدد المدربين، ستتوقع الحكومة، أن ساكنة كرسيف تعيش الرفاهية وتتوفر لها جميع شروط العيش الكريم.

كما يحيل سؤال السيد خالد البرنيشي، ، على كون جرسيف تجاوزت جميع العراقيل والمشاكل، التي ترهق الساكنة، وعلى رأسها السوق الأسبوعي الذي يغرق كل ما تساقطت زخات الأمطار، نظرا لبنيته غير اللائقة، إضافة إلى الظروف الصعبة التي تعيشها ساكنة حمرية، التي تشكل قاعدة إنتخابوية كبيرة للحزب الذي ينتمي اليه وعدد من الاخزاب الحليفة في تدبير الشأن العام المحلي والاقليمي.

و بالمناسبة فإنه من الضروري أن ننبه إلى أن هذه الأسطر لا تعني أننا نتحامل بأي شكل من الأشكال على السيد خالد البرنيشي (يحظى بسمعة جيدة لدى مختلف شرائح المجتمع بجرسيف، كما يعرفه بحسن أخلاقه، وكذا أعماله الخيرية المتعددة) او نبخس مجهوداته او مساعيه، غير انه من واجبنا الأعلامي أن ننبهه وغير إلى هذه الهفوات التي قد تسيء اليه، كما من واجبنا تنبيه منتخبينا المحترمين الى أهم التحديات التي تواجه ساكنة المدينة والإقليم، سعيا منا للمساهمة في توجيه الدفة من اجل خلق التنمية المنشودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى