كُتّاب وآراء

رشيد العماري:مذكرة مواطن هجره الوطن ولم يهجره.

رشيد العماري

أنا المواطن الحر الأخضر اليابس ؛ المواطن الثائر  المتفائل اليائس؛  الخصب المر الثائر العانس ؛ أنا المقاطع الممانع المناهض السائر الجالس.

إعلموا أو لا تعلموا و استفسروا عني أو تفحصوا مذكراتي التي يسكنها الخيال والحلم ؛ مرروا أو مروا بشوارع قلبي المظلمة واسئلوا عني أين أكون؛ ناهضوا أو انهضوا من جلوسكم و ابحثوا عن توجهاتي من أي مرجع اكتسبتها؛  سائلوا أو اسألوا أفكاري عن مصدرها وصادروها في محطة العزلة و الانحطاط؛  واصلوا أو إتصلوا برقم قلبي وحرروا محاضركم بناءا عن أحاسيس ميتة في عز ثورة المتعة عن العقل ؛

حاوروا أو حوروا قصائدي على محور التطرف الفكري وانجزوا مشنقنة من تراب هجرته مياه النيل و دجلة والفرات  و اعدموني أمام أعين المكفوفين ودعوا الصم والبكم ينطقون بالحكم؛ صوروا أو تصوروا عندما يبعث الموتى من جهلهم وسباتهم بأي المطالب سيطالبون الأحياء داخل دائرة الخنوع والخضوع و ترخيص الممنوع؛ اطلبوا أو طالبوا بتاريخكم المكتوب على جدار النسيان والتحريف وصححوه من جديد ولن تفلحوا.

اسمعوا أو إستمعوا إلى درويش عندما قال في أحد اطروحاته الشعرية ” تنسى كأنك لم تكن ” واظيفوها في الدستور بدل ربط المسؤولية بالمحاسبة ؛ هونوا أو هونوا على اعصابكم الباردة الشاردة في رزق الغد وحكم العبد و إعداد ميزانية الدولة من أجل مستقبل الشعوب البائدة و اليائسة ؛ ذوقوا أو تذوقوا مذاق الحرية عند الغرب والحرب أو عندما يجهش إمام جمعة بالبكاء وأنتم لا تعلمون السبب ولا تسألون ؛ أو عند صراخ طفل عندما يفارق حضن أمه قصرا رغم فقدانه لمعيار التمييز ولن تحسوا ابدا بطعم خبر الأم عندما تعده على نار الصبر والقهر.

حضروا أو احذروا يوما يصبح فيه القانون انشاءا في دفتر وساخ تلميذ منقطع عن الدراسة أو إختار رفع السلاح أو الدعاء بدل رفع لوحته الإليكترونية لأنه اكتفى برفعه رأسه في وجه الحكام وحكمهم واكتشف الحقيقة الأزلية ؛ تحصروا أو حاصروا القلوب و ارغموها على عدم الحب والإحساس بالذنب على سكوتها ونواحها بسبب ظلمكم و ضياعكم لمعاني الإنسانية الحقاء ولن تفلحوا.

لم أضع في كتابتي هذا حروف الربط  والعطف  لأنني كتبتها بدمي قلبي وهو يتقاطر حروفا وكلمات خرجت في وقت الانكسار والانتصار؛ وألف عذر يا أمي إن إخترت الموت قبل الأوان؛ واعلمي أن حليبك لم يذهب هباءا وأنت تحكين لي القصص والروايات بابطالها الخرافيون؛  وقولي لي أبي شكرا لأنك لم تستثمر في مالك لكي تصنع مني قاضيا أو مسؤول دولة؛ وبلغي أصدقائي أن الموت على قارعة الطريق أفضل من الموت داخل قصور بنيانها باطل. و  اسس جدرانها مغشوشة؛ وامسحي دموعك بثوب الكفن فإنه آخر ثوب نلبسه أو يلبسونا إياه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى