صحةمجتمع

نظام العلاجات الصحية الأولية و طب الأسرة هو المخرج نحو قطاع صحي متميز بالمغرب

د. يحيى لكرامي

من مساوئ النظام الصحي بالمغرب و التخبط الذي يعيش فيه هو اعتماده على سياسات صحية تركز على المستشفيات hospitalo-centrique، في حين الدول الرائدة في مجال الصحة كأمريكا و كندا و ألمانيا و فرنسا و إنجلترا و عدة دول أخرى فطنت لهذا الأمر و بدأت منذ خمسينات القرن الماضي في اعتماد نظام يرتكز على العلاجات الصحية الأولية les soins de santé primaire و في هذا النظام يتم اعتماد طب الأسرة santé de famille كاختصاص و يتم تكوين الطبيب بنظام إقامة خاص cursus de résidanat en MF ،هذا النظام يعتمد على التعلم بالكفاءات apprentissage par compétences و ليس كما هو معمول به بالمغرب تعليم بالأهداف apprentissage par objectifs.
نظام التعلم بالكفاءات apprentissage par compétences يهدف الى تخريج طبيب كفئ يعرف كيف يتصرف أمام اغلب الحالات و يقوم بعدة فحوص من مختلف التخصصات (échographie,
lecture d’ECG
, examen dermato sous lumière de wood, examen ophtalmo a lampe a fente, utilisation du diapason a l”examen ORL,
petite chirurgie……)
هاته الكفاءات تجعل طبيب الأسرة و نظام المراكز الصحة الأولية يستقبل 80% من طلب العلاجات بالدول التي تعتمده و تبقى فقط 20 ٪ يتم استقبالها بالمستشفيات.
و لهذا نرى مستشفيات أوربا و أمريكا تعمل بأريحية، في حين نجد أن المغرب رغم مجهودات الأطر الصحية بالمراكز الصحية فإن المريض لا يجد ضالته إلا بالمستشفى.
نظام طب الأسرة يهدف لعلاقة طويلة و عميقة بين المريض و الطبيب و اعتماد أسلوب تواصل فعال، كما يعتمد على نظام المواعيد système de RDV و العمل بالملفات الطبية الإلكترونية dossier de famille électronique و الذي يسهل العمل به و يمكن من الاحتفاظ معلومات المريض و يسهل على الأطباء الآخرين من التعرف على سوابق المريض الصحية بكل أريحية عند تنقله في ارجاء البلاد.
أما التعليم بالأهداف par objectifs فهو يعطيك طبيب بكثير من الدروس النظرية و التي لا تنسجم في اغلبها مع واقع عمله كطبيب عام بالمركز الصحي،و هذا هو النظام المعمول به بكليات الطب المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى