
شهدت جماعة مير اللفت،مساء الجمعة 10 أكتوبر 2025، انطلاق فعاليات الدورة الثانية عشرة من المهرجان الدولي للسينما والبحر،في أجواء احتفالية احتضنها شاطئ الشيخ، بحضور ثلة من الفاعلين الثقافيين والفنيين وممثلي المجتمع المدني، إلى جانب جمهور محلي شغوف بالسينما.
ويهدف هذا الموعد الثقافي السنوي، الذي تنظمه جمعية المهرجان الدولي للسينما والبحر، إلى ترسيخ الثقافة السينمائية لدى الشباب، والتعريف بمؤهلات المنطقة السياحية والبيئية، وجعل السينما جسراً للتوعية والحوار حول قضايا البيئة والتنمية الساحلية.
تميز حفل الافتتاح بتكريم ثلاثة أسماء بارزة في الساحة الفنية والثقافية، ويتعلق الأمر بالممثل المغربي محمد مفتاح، أحد أبرز الوجوه في الدراما والسينما الوطنية، والفنان الأمازيغي مصطفى الصغير،المعروف بإسهاماته في الأغنية الملتزمة، إلى جانب محمد فهمي الفاعل الجمعوي الذي ساهم في تعزيز العمل الثقافي بالمنطقة.
وتم كذلك تقديم أعضاء لجان تحكيم المسابقة الرسمية، التي تضم ثلاث فئات: الأفلام الروائية القصيرة، والأفلام الوثائقية القصيرة، وأفلام وادنون،وهي الفئة المخصصة للأعمال المحلية المنتجة بجهة كلميم وادنون، ما يعكس حرص المنظمين على دعم الطاقات الشابة والسينما الجهوية.
وتعرف دورة هذه السنة مشاركة 25 فيلما تمثل 11 دولة،من بينها المغرب، تونس، موريتانيا، مصر، العراق، سلطنة عمان، فرنسا، إسبانيا، الإمارات العربية المتحدة، والسنغال. وتتنافس هذه الأعمال على جائزة أفضل فيلم روائي قصير، وأفضل فيلم وثائقي قصير، بالإضافة إلى جائزة أفلام وادنون.
وتدور أغلب الأفلام المعروضة حول تيمة البحر والبيئة، في محاولة لفتح النقاش الفني حول القضايا البيئية التي باتت تؤرق المجتمعات الساحلية، وتسليط الضوء على العلاقة المعقدة بين الإنسان والمحيط الطبيعي بلغة الصورة والسينما.
وفي تصريح خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أكد يوبا أوبركا،مدير المهرجان، أن هذه التظاهرة تسعى إلى نشر الثقافة السينمائية في المناطق النائية، وتعزيز الحس الإيكولوجي لدى الناشئة من خلال عروض الأفلام، والورشات التكوينية، والندوات الفكرية المبرمجة على هامش المهرجان.
وأوضح أوبركا أن المهرجان يشكل أيضا منصة لتعزيز التبادل الثقافي بين السينمائيين من دول مختلفة، وتطوير الإنتاج السينمائي الجهوي، إلى جانب ترويج الوجهة السياحية لمير اللفت، التي تزخر بمؤهلات طبيعية مهمة.
كما يحظى المهرجان بدعم عدد من الشركاء المؤسساتيين، من بينهم المجلس الجماعي لمير اللفت، ومجلس جهة كلميم وادنون، والمركز السينمائي المغربي،إلى جانب المديرية الجهوية للثقافة، واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان،وبتنسيق مع عمالة إقليم سيدي إفني والمجلس الإقليمي.
ويعكس هذا الانخراط المؤسساتي الرغبة في جعل الفن والثقافة ركيزة من ركائز التنمية المحلية، خصوصا في الجهات التي تزخر بموارد طبيعية وسياحية، لكنها تعاني من محدودية في البنيات الثقافية.
ومن المنتظر أن تختتم فعاليات الدورة الحالية يوم الأحد 12 أكتوبر، بحفل سيعلن خلاله عن الأفلام الفائزة، مع تقديم توصيات حول سبل تعزيز حضور السينما البيئية في المشهد الثقافي الوطني، وتطوير هذا المهرجان ليواصل أداء رسالته كفضاء للحوار والإبداع والوعي الجماعي.