و م ع / شكل موضوع “ترسيخ مبادئ الانفتاح بالجماعات الترابية من أجل تنمية محلية دامجة ومستدامة”، محور ملتقى الشبكة المغربية للجماعات الترابية المنفتحة، الذي انطلقت أشغاله، اليوم الثلاثاء، بالسعيدية.
ويروم هذا الملتقى، الذي تنظمه المديرية العامة للجماعات الترابية بوزارة الداخلية، على مدى يومين، في إطار برنامج الجماعات الترابية المنفتحة، الوقوف على الإنجازات والخطوات المستقبلية لهذا البرنامج، ودعم التشبيك بين الجماعات الأعضاء بالشبكة.
وخلال الجلسة الافتتاحية التي حضرها مسؤولون، وممثلون عن مجالس منتخبة، وفعاليات المجتمع المدني، تم إبراز التجربة المغربية في مجال الديمقراطية التشاركية، وترسيخ مبادئ الانفتاح؛ بما في ذلك تعزيز الشفافية والمساءلة، وتحسين الخدمات العامة، ودعم الابتكار والحلول الرقمية، ومحاربة الفساد، وكذا تشجيع التعاون مع المجتمع المدني؛ وذلك لتحقيق تنمية محلية دامجة ومستدامة.
وأبرز العامل المكلف بقطب التعاون والتوثيق بالمديرية العامة للجماعات الترابية بوزارة الداخلية، عبد الوهاب الجابري، أن المديرية أطلقت نهاية سنة 2022، برنامجا لدعم الجماعات الترابية المنفتحة، بهدف ترسيخ مبادئ الانفتاح بها، منوها بأهمية إحداث الشبكة المغربية للجماعات الترابية المنفتحة، في مواكبة الجماعات الترابية الأعضاء من أجل الإعداد المشترك لبرامج الانفتاح الخاصة بها.
وأضاف السيد الجابري، في كلمة بالمناسبة، أن المديرية أحدثت، في هذا الإطار، قطب مهارات يتكون من 20 إطارا من بين نقط ارتكاز الجماعات الأعضاء، بهدف دعم ومواكبة هذه الجماعات والتي ستنضم مستقبلا، في تنفيذ مسار انفتاحها.
وأوضح أن هذه الشبكة، تتوفر على منصة رقمية أدمجت بالبوابة الوطنية للجماعات الترابية؛ ما يتيح لكل جماعة عضو فضاء خاصا لتبادل وتقاسم التجارب، والتواصل وإشراك المواطن في إعداد، وتتبع، وتقييم برامج انفتاحها.
من جهته، اعتبر عامل إقليم بركان، محمد علي حبوها، أن التوجه نحو الانفتاح أصبح ضرورة ملحة يفرضها التطور السريع في العالم الرقمي والمتطلبات المتنامية للمواطنين في عصر المعرفة، مع ما يتطلبه الأمر من العمل بروح المسؤولية الجماعية لتكريس أسس الشفافية والمشاركة، وجعل المواطن شريكا حقيقيا في صنع القرار، من أجل مواكبة هذه التحولات والتكيف مع مستجداتها.
وأكد السيد حبوها، أن تعزيز المشاركة المواطنة، يعد ركيزة أساسية لبناء مغرب التقدم والكرامة، مذكرا، في هذا الصدد، بالتجربة التي راكمتها عمالة إقليم بركان، التي تبنت نهج التحول الرقمي، والانفتاح والمشاركة المواطنة، وتقوية منسوب الثقة لدى المواطنين.
وقال إن ذلك يتم عبر إرساء ثقافة تنظيمية جديدة مبنية على خدمة المواطن، وتعتمد الرقمنة والابتكار بالإدارات العمومية محليا؛ ما ساهم في إيجاد بيئة منفتحة وتفاعلية، متنوعة القنوات وتعمل على تحقيق مبدأ “نحن نصل إليك بدلا من أن تأتينا أنت”.
أما ممثل وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، المصطفى باحدة، فأكد أن تجربة المغرب المتفردة في مجال الحكومة المنفتحة، حظيت بإشادة دولية، كونه من البلدان العربية القلائل التي انضمت بكفاءة وتميز إلى هذه المبادرة.
وأشار في هذا الصدد، إلى فوز المغرب، بفضل مبادرته “برنامج دعم الجماعات الترابية المنفتحة”، بجائزة الشراكة من أجل الحكومة المنفتحة بميزة الشرف، خلال القمة الدولية الثامنة المقامة بإستونيا في شتنبر 2023، مبرزا التقدم المحرز في ترسيخ مبادئ الانفتاح والديمقراطية التشاركية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي، أكدت رئيسة قسم بالمديرية العامة للجماعات المحلية، فتيحة زنيبي، أن هذا الملتقى، يأتي بعد سنتين من إطلاق برنامج الجماعات الترابية المنفتحة، الذي يشمل إلى حد الآن 126 جماعة ترابية؛ منها 12 جهة، و7 مجالس عمالات وأقاليم، و107 جماعات.
وأشارت إلى أن اللقاء، الذي يشارك فيه حوالي 350 شخصا؛ من منتخبين، وأطر، وممثلين عن الهيئات الاستشارية المحدثة لدى مجالس الجماعات الترابية الأعضاء بالشبكة، يروم الوقوف على الانجازات المحققة، واستشراف ومناقشة آفاق توسيع ومواكبة الجماعات المنخرطة في الشبكة، في أفق تعميم وتكريس مبادئ الانفتاح بجميع الجماعات الترابية بالمغرب والمقدرة عددها بـ 1590 جماعة ترابية.
ويتضمن برنامج هذا الملتقى، المنظم بشراكة مع برنامج دعم الحكومات المنفتحة الفرنكوفونية “PAGOF”، الممول من طرف الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، عدة ورشات تتمحور، على الخصوص، حول “دور التواصل في خدمة انفتاح الجماعات الترابية”، و”وضع مشاريع ومؤشرات التقييم”، و”المشاركة المواطنة والتعاون بين الفاعلين”، وكذا “دعم تشبيك الجماعات الترابية”.