مجتمع

جرسيف.. تخليد الذكرى ال19 لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

محمد العشوري/MAP.

جرى، أمس السبت، بمقر عمالة إقليم جرسيف، تنظيم لقاء تواصلي، تخليدا للذكرى ال 19 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وشكل هذا اللقاء، الذي نظم تحت شعار “ألف يوم الأولى أساس مستقبل أطفالنا”، وترأسه الكاتب العام لعمالة الإقليم، فؤاد بومليك، وحضره أعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، ومنتخبون ، وكذا رجال السلطة، وممثلو جمعيات المجتمع المدني، مناسبة للوقوف على إنجازات وحصيلة المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019 – 2023) ، خاصة ما يتعلق بالبرنامج الرابع منها والخاص بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، ومحوره المتعلق بصحة الأم والطفل.

وأكد بومليك، في كلمة بالمناسبة، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومنذ إطلاقها سنة 2005 ، حظيت باهتمام وعناية بالغين من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث ما فتئ هذا الورش الملكي الرائد يتطور باستمرار من أجل المساهمة في التنمية الشاملة للمملكة، مشيرا إلى المرحلة الثالثة التي أعطيت انطلاقتها من طرف جلالة الملك في 19 شتنبر 2018 ، لإعطاء دفعة جديدة في مسار النهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، والتصدي للمعيقات التي تواجه التنمية البشرية.

وأبرز أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ركزت، خلال مرحلتها الثالثة، أساسا على تنمية الرأسمال البشري خاصة الطفولة المبكرة، من خلال اعتماد برنامج جديد يتعلق بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، يتضمن محورا خاصا بدعم صحة الأم والطفل، حيث حققت إنجازات متعددة همت تجهيز المراكز الصحية والمستوصفات بالوسط القروي لتجويد خدماتها المقدمة للنساء والأطفال، واقتناء وحدة طبية مجهزة لصحة الأم والطفل لتنظيم قوافل طبية متنقلة، وتوسيع برامج التوعية والتحسيس والتثقيف الصحي، وتوفير الرعاية الصحية الوقائية والأدوية والمستلزمات الطبية والتلقيح والمكملات الغذائية للأطفال.

من جهته، أكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم جرسيف، الحسن قارا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء شكل مناسبة للوقوف على حصيلة منجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال مرحلتها الثالثة(2023-2019 ) بإقليم جرسيف، حيث بلغ عدد المشاريع المنجزة خلال هذه الفترة ما مجموعه 545 مشروعا إضافة إلى 62 مشروعا تمت برمجتها برسم سنة 2024 .

وأوضح أن هذه المناسبة تعد فرصة للتطرق لاهتمام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال برنامجها الرابع الخاص بالدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، بصحة الأم والطفل وتنمية الطفولة المبكرة بشكل خاص، وكذا التطرق إلى التدخلات التي تمت مباشرتها لفائدة الأم والطفل. أما المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، هشام علوي إسماعيلي، فأشار إلى أن مرحلة الألف يوم الأولى من حياة الأطفال، والتي تمتد من فترة الحمل إلى عمر السنتين، تعد مرحلة حاسمة ولبنة أساسية في حياة الإنسان حيث تشهد التطور المعرفي والبدني والإدراكي للطفل، وبالتالي فإن تعرضه إلى مشاكل صحية سيؤثر عليه مستقبال.

وأبرز في عرض قدمه بالمناسبة أن واحدا من كل أربعة أطفال في المغرب يعاني إما من تأخر النمو أو زيادة الوزن، وبالتالي يجب التدخل في هذه المرحلة الحاسمة من أجل تفادي المشاكل التي يمكن أن تؤثر على صحة الطفل خلال مرحلة البلوغ، مشيرا إلى أنه سيتم إطلاق حملة للتحسيس بأهمية الألف يوم الأولى من حياة الأطفال، وذلك بشراكة بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ابتداء من 22 ماي 2024 ، لترسيخ السلوكيات والممارسات الجيدة لتعزيز التغذية المثالية خلال هذه الفترة من عمر الطفل، حيث سيتم تعميم هذه الحملة على مستوى المراكز الصحية وقسم الولادة بالمستشفى الإقليمي لجرسيف، إضافة إلى تنظيم موائد مستديرة مع مختلف الفاعلين المعنيين.

وحسب معطيات قدمت خلال اللقاء، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مرحلتها الثالثة (2019 -2023) بالإقليم، خصصت غلافا ماليا يقدر ب94,26 مليون درهم لإنجاز 212 مشروعا ضمن برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة. وفي هذا الإطار، تم إنجاز 9 مشاريع ضمن محور دعم صحة وتغذية الأم والطفل بكلفة إجمالية تقدر ب 5,39 مليون درهم استفادت منها 5088 امرأة و2881 طفلا ، وإنجاز 109 مشاريع (أقسام التعليم الأولي) ضمن محور دعم التعليم الأولي بكلفة مالية تقدر ب 40,38 مليون درهم لفائدة 1380 طفلا ، فيما استفاد 44500 تلميذا من إنجاز 94 مشروعا ضمن محور دعم التمدرس وتفتح الطفل.

وفي إطار نفس البرنامج، خصص غلاف مالي يقدر ب 5,89 مليون درهم، لإنجاز 25 مشروعا، حيث سيتم إنجاز 3 مشاريع في إطار محور دعم صحة وتغذية الأم والطفل، و4 مشاريع ضمن محور دعم التعليم الأولي، و 18 مشروعا في إطار محور دعم التمدرس وتفتح الطفل. وعلى هامش هذا اللقاء، قام الكاتب العام والوفد المرافق له بزيارة قسم الولادة بالمستشفى الإقليمي لجرسيف للوقوف على مستوى الخدمات المقدمة به. كما أشرف على توزيع هدايا تضم مستلزمات الرضع حديثي الوالدة، بهدف النهوض بوضع الأمومة والطفل بالإقليم، وتقديم الدعم اللازم لهذه الفئة الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى