مجتمعنسائيات

فاطمة بويحياوي.. جمعوية نذرت نفسها لمواكبة النساء ضحايا العنف بتاوريرت

و م ع – محمد العشوري/ بعزيمة وإرادة قوية ، نذرت الفاعلة الجمعوية فاطمة بويحياوي، نفسها واختارت أن تسخر كل جهودها التطوعية في خدمة النساء والأطفال ضحايا العنف وفي وضعية صعبة بإقليم تاوريرت.

منذ نعومة أظافرها ، تشبعت هذه الشابة الطموحة بقيم المساواة وحقوق الإنسان وروح التضامن والتكافل الاجتماعي في محيط أسري تحتل فيه الأم مكانة مهمة .

وانخرطت فاطمة بويحياوي مبكرا في العمل الجمعوي لتراكم مع مرور الوقت تجربة غنية حيث استطاعت ، بفضل ما تتحلى به من إرادة قوية ونكران الذات ، أن تبصم على حضور متميز على مستوى العمل الجمعوي في الإقليم وتصبح عنوانا للمرأة المجدة الطامحة إلى التميز.

هذه السمعة الطيبة التي أصبحت تحظى بها هذه الشابة أتاحت لها كسب ثقة أعضاء ومنخرطي جمعية الأمل للتنمية والتربية والبيئة لدوار أولاد رمضان جماعة واد زا إقليم تاوريرت ، الذين اختاروها رئيسة للجمعية.

ومنذ ذلك الحين وهي تكرس جهودها ، دون كلل ولا ملل وبعزيمة لا تفتر ، بغية الإسهام في تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل بين الجنسين وإرساء مجتمع خال من العنف الأسري أو العنف المبني على النوع الاجتماعي.

وتؤمن هذه الفاعلة الجمعوية بأن تحسين وضعية المرأة ، يقتضي انخراط وتعبئة كافة فعاليات المجتمع لمكافحة التمييز القائم على أساس النوع والنهوض بالمساواة بين الرجل والمرأة ، مبرزة أن طريقة التفكير والتصرف والكلام يجب أن تصب في اتجاه النهوض بالمساواة بين الجنسين ، بدءا من الأسرة ثم المحيط.

وفي بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، قالت فاطمة بويحياوي إن جمعيتها التي تشرف على تسيير الفضاء المتعدد الوظائف للنساء بمدينة تاوريرت ، تسهر على توفير خدمات الاستقبال والاستماع والتوجيه والإرشاد القانوني والإيواء المؤقت للنساء في وضعية صعبة أو ضحايا العنف ، إضافة إلى الوساطة الأسرية.

وأضافت أن الجمعية تعمل أيضا على تمكين هؤلاء النساء من المواكبة الصحية والنفسية والاجتماعية والقانونية ، وإكسابهن معارف في مجال المساطر القانونية والحقوق والمساواة والنوع الاجتماعي.

وأوضحت أن الجمعية استقبلت خلال سنة 2022 ما مجموعه 65 امرأة معنفة أو في حالة صعبة ، فيما بلغ عدد الحالات التي تم استقبالها منذ فاتح يناير من هذه السنة 23 حالة ، بالإضافة إلى إجراء 105 وساطة أسرية.

وأشارت الفاعلة الجمعوية إلى أن هذا الفضاء يعمل أيضا على استقبال الأطفال الرضع المتخلى عنهم ، حيث تم خلال سنة 2022 استقبال 5 رضع متخلى عنهم ، ورضيعين خلال هذه السنة ، وذلك بتنسيق وتوجيه من النيابة العامة وخلية المرأة والطفل بالمحكمة الابتدائية بتاوريرت.

وعلاوة على هذا الفضاء ، تشرف رئيسة جمعية الأمل للتنمية والتربية والبيئة على تسيير مركز التربية والتكوين بجماعة أهل وادزا ، الذي تقدم من خلاله مجموعة من الخدمات لفائدة نساء وأطفال المنطقة ، من قبيل تعليم الخياطة ، ومحاربة الأمية ، والتعليم الأولي.

ويسهر هذا المركز على تنظيم مجموعة من الأنشطة الموازية من قبيل دورات تكوينية ولقاءات تواصلية وتحسيسية حول عدد من المواضيع المرتبطة بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ، ومحاربة العنف ضد المرأة وتكريس ثقافة حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين.

وأكدت هذه الشابة المكافحة على أهمية العمل المشترك بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والشركاء الآخرين ، من أجل الحد من زواج القاصرات وتعزيز ولوج الفتيات إلى التعليم والخدمات الصحية والحصول على التدريب على المهارات الحياتية.

وأعربت عن أملها في أن تحظى جمعيتها ومؤسسات اجتماعية أخرى ذات الصلة ، بالدعم اللازم حتى تتمكن من تخطي مجموعة من الصعوبات المادية التي تواجهها في تدبيرها اليومي والمستمر لمثل هذه المرافق الهامة.

وفي هذا الصدد، أشادت بالشراكة ” المتميزة ” التي تجمع جمعيتها بالمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بإقليم تاوريرت ، ووزارة التضامن والأسرة ، وكذا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة الإقليم ، وخلية المرأة والطفل والنيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتاوريرت ، منوهة بالجهود التي يبذلونها لحماية النساء والأطفال ضحايا العنف أو في وضعية صعبة على مستوى الإقليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى