مجتمعنسائيات

عائشة وفيق .. فاعلة جمعوية في خدمة المرأة القروية بجرسيف

وبكل حيوية ونشاط، ومن خلال عملها الدؤوب في الميدان، تسعى رئيسة تعاونية الخير الفلاحية إلى الإسهام في تغيير النظرة النمطية والتمثلات الخاطئة حول النساء والفتيات بالمنطقة باعتبارهن فاعلات أساسيات في المجتمع.

وراكمت عائشة وفيق (57 سنة)، خبرة جمعوية وتطوعية انطلقت أولى خطواتها من دولة أجنبية حيث ولجت العمل التطوعي والجمعوي مع جمعية كانت تعنى بدعم المهاجرين في وضعية صعبة حيث تشبعت بمبادئ العمل التطوعي.

وعادت عائشة، ابنة جماعة راس لقصر بإقليم جرسيف، إلى قريتها بدوار مسكرات بنفس الجماعة، بتجربتها الغنية وهي عازمة على المساهمة في دعم نساء قريتها وتمكينهن اجتماعيا واقتصاديا، عبر محاربة النظرة النمطية والتمثلات الخاطئة وكافة أشكال التمييز والإقصاء الممارس ضدهن.

وهكذا، بدأت هذه الفاعلة الجمعوية تجربتها بتأسيس جمعية تييدرين للمرأة القروية براس لقصر سنة 2008، حيث ساهمت في نشر الوعي بين نساء الجماعة خاصة فيما يرتبط بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، وتوعيتهن بالممارسات الفضلى في هذا الإطار، مستفيدة في ذلك من التكوينات التي تلقتها من طرف عدة منظمات ومؤسسات وطنية ودولية.

وبفضل جهودها تمكنت عائشة من المساهمة في إنجاز عدة مشاريع وبرامج في جماعتها ذات الطبيعة الجبلية إلى حيز الوجود، والتي همت مجالات تربوية واجتماعية، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة متعددة ثقافية وتكوينية ودينية واجتماعية.

وفي بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشارت عائشة وفيق إلى مجموعة من الصعوبات التي اعترتها خلال مسارها التطوعي والجمعوي ولاسيما في ظل غياب الوعي بأهمية هذا العمل في بناء الفرد والمجتمع.

وأضافت أن خيار الاستمرار في نهجها التطوعي كان مكلفا، غير أن ما عايشته من معاناة النساء في الوسط القروي شكل دافعا للمضي قدما لتحقيق أهدافها الرامية إلى دعم قدرات المرأة القروية بدوار مسكرات و جماعة راس لقصر، وتمكينها من تحقيق استقلالها المادي، وتحسين وضعيتها المعيشية.

ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، عملت هذه الفاعلة الجمعوية على تأسيس تعاونية الخير الفلاحية سنة 2012، من شأنها التمكين من خلق فرص شغل لفائدة المرأة القروية وتوفيرها لدخل مادي، حيث بدأت أولى مشاريعها بتربية النحل وإنتاج العسل، موازاة مع تكثيف تكوينات للنساء في المجال الفلاحي.

وساهمت هذه التعاونية عبر شراكة جمعتها بمؤسسة الأطلس الكبير، للسنة الثالثة على التوالي، في خلق فرص شغل للعديد من ساكنة دوار مسكرات والدواوير المجاورة، ودينامية اقتصادية بالمنطقة، من خلال مشتل للأشجار المثمرة.

وأبرزت عائشة وفيق أن التعاونية تمكنت من إنتاج أزيد من 260 ألف شتلة خلال سنتي 2021 و 2022، وذلك من أصناف الزيتون والكرم والرمان والخروب، مضيفة أنه سيتم إنتاج أنواع أخرى من الأغراس حسب متطلبات المنطقة والفلاحين.

وأشارت إلى أن هذا المشروع يأخذ بالاعتبار الحفاظ على البيئة عبر إنتاج نباتات تتلاءم مع طبيعة المنطقة، وتحقق مردودية وافرة وربحا لفائدة الفئة المستهدفة.

هذا المشروع الذي ساهم في تحفيز نساء أخريات بالمنطقة على الانضمام إلى التعاونية، قالت عائشة إنه من شأنه أن يمكن من توفير دخل لهن وإعالة أسرهن ودعم تمدرس أبنائهن.

وإلى جانب المشتل، أطلقت تعاونية الخير الفلاحية مشروعا آخر يتعلق بزراعة وإنتاج حبوب “الكينوا”، النبتة التي بدأ الاهتمام بإنتاجها حديثا بجهة الشرق.

وأشارت عائشة وفيق إلى أن التعاونية تمكنت بفضل دعم منظمة أمريكية من توفير بعض التجهيزات التي ستمكنها من تحويل هذه الحبوب، كما أنها وبفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ستوفر في القريب العاجل آلات لتنظيف “الكينوا” وإعدادها للتحويل.

ويبقى نجاح هذه المشاريع والمبادرات التي تمكن النساء المستفيدات بالمنطقة اقتصاديا واجتماعيا، مصدر فخر لعائشة وفيق في مسارها التطوعي والجمعوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى