جرسيف : مديرية التعليم تنظم ندوة علمية حول موضوع: ” الدرسة وسؤال القيم “.
حفيظة لبياض.
احتضنت قاعة ابن الهيثم بجرسيف يوم أمس الأربعاء 02 ماي 2018 أشغال الندوة العلمية التي نظمتها المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، حول موضوع : “المدرسة وسؤال القيم”.
الندوة التي نظمت بتنسيق مع مركز الدراسات والبحوث الاجتماعية والإنسانية بوجدة، والمجلس الإقليمي لتنسيق التفتيش بجرسيف، تحت شعار: “التربية على القيم والمواطنة دعامة أساسية لتجويد الحياة المدرسية”، تماشيا مع مضامين الوثيقة الإصلاحية الجديدة (الرؤية الإستراتيجية للإصلاح 2015-2030)، هدفت أساسا إلى تسليط الضوء على واقع القيم في المدرسة المغربية، ومحاولة خلق فضاء للنقاش والتشاور وكذا إشراك مختلف الفاعلين والمتدخلين في المنظومة التعليمية.
وقال إدريس واحي المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بجرسيف، في كلمة تليت نيابة عنه في افتتاح أشغال هذه الندوة، أن موضوع الندوة له أهميته القصوى على اعتبار أن المدرسة دعامة أساسية لبناء المشروع المجتمعي المغربي، وكذا على اعتبار أن جل إصلاحات المنظومة التربوية ركزت على إعادة صياغة أدوار المدرسة وجعلها فضاء للتنمية البشرية والاندماج والتشارك والتواصل بين مختلف الفاعلين التربويين من جهة ومختلف مكونات المجتمع المدني من جهة أخرى، بدء بالميثاق الوطني للتربية والتكوين ووصولا للوثيقة الإصلاحية الجديدة (الرؤية الإستراتيجية للإصلاح 2015-2030)، التي تهدف لبناء مدرسة جديدة قوامها الإنصاف وتكافؤ الفرص مع الارتقاء بالفرد والمجتمع وتمكين المدرسة الوطنية من الاضطلاع الأمثل بمختلف وظائفها ولاسيما التنشئة والتربية على القيم.
وفي تصريحه لوكالة المغرب العربي للأنباء أكد سمير بودينار رئيس مركز الدراسات والبحوث الاجتماعية والإنسانية بوجدة، أن هذه الندوة تأتي في إطار رؤية تعتبر أن إصلاح المنظومة التربوية اليوم تحدي ينبغي أن يساهم فيه الجميع، وان كل المؤسسات المعنية بالتنشئة الاجتماعية وبالقيم في المجتمع هي معنية بهذا الإصلاح، وان كانت المدرسة تأتي في طليعتها فإنه مرتبط أيضا بمؤسسات أخرى كالأسرة والمجتمع.
وأشار بودينار في ذات التصريح إلى أن هذه الندوة تحاول أن تبين العلاقة الأساسية بين المدرسة وأحد أهم أدوارها وهو إنتاج القيم لصالح الجماعة والمجتمع، وفي هذا الاطار فإن المداخلات تنوعت بين إطار نظري عن القيم وبين تلمس وحضور هذه القيم بشكل دقيق في المناهج التربوية والحياة المدرسية وأسلاك التعليم بشكل كامل.
مداخلات الندوة حاولت الإجابة على السؤال المحوري ( هل فعلا هناك أزمة قيم في الوسط المدرسي؟)، وذلك عبر مقاربة هذه الإشكالية من خلال عرض الرؤية المعرفية والمنهجية للموضوع، وكدا تلمس الجوانب العملية والميدانية في الحياة المدرسية والمناهج التربوية ومدى حضورها في إنتاج ونشر القيم الإيجابية.
وخلص المتدخلون إلى ضرورة إصلاح مناهج التربية والتعليم واعتباره خيارا ملحا أمام التطورات التي يعيشها العالم بأسره، والتي تستدعي تجاوبا مستمرا وإصلاحا مرافقا وتجديدا دائما يواكب هذه المتغيرات ويجيب عن قضاياها وإشكالاتها، كما شددوا على أهمية العناية بالقيم الإسلامية السمحة باعتبارها المدخل الأساس لأي إصلاح يروم ترسيخ الهوية الدينية والوطنية للمتعلمين.
هذا وقد تم توقيع اتفاقية شراكة بين المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بجرسيف ومركز الدراسات والبحوث الاجتماعية والإنسانية بوجدة، بهدف المساهمة في تنشيط الحركة الثقافية والفكرية في المؤسسات التعليمية، تنمية وتنشيط شبكة الباحثين في مجال الاهتمام بالتكوين المعرفي والتربوي لنساء ورجال التعليم بالإقليم، انجاز أبحاث ودراسات في المجالات ذات الاهتمام المشترك، تنظيم أنشطة مشتركة إضافة إلى بحث صيغ دعم المكتبات المدرسية.
وخرجت الندوة بمجموعة من التوصيات من أهمها:
- تحديد القيم الأصلية والتبعية والتقييد بذلك حسب ما هو منصوص عليه في دستور 2011.
- ضرورة جعل التعلمات والمعارف والمهارات في خدمة القيم دفعا للعنف وتعاطي المخدرات وكل الآفات الشاذة.
- ترسيخ التربية على احترام الخصوصيات الثقافية والقيمية لكل المجتمعات.
- ترسيخ القيم مقابل ثورة تكنولوجيا الإعلام والاتصال وخطورة الاختراق الثقافي والقيمي الذي أصبح يهدد المجتمعات.
- العمل على تعميم القيم في كافة مؤسسات إنتاجها كالأسرة والمدرسة والإعلام.
- تطوير وتنويع سبل تفعيل القيم من خلال الأنشطة المدرسية باعتبار أن الحياة المدرسية تعكس ما يقع في الخارج الاجتماعي من تبادل للمعارف والقيم وما يتحقق من تواصل سيكواجتماعي، وتخصيص جزء محدد من الغلاف الزمني لجدولة أنشطة لتفعيل الحياة المدرسية.
- تأهيل وتكوين الأطر على التربية على القيم وتدريسها وتقويمها.
- تكييف الترسانة التشريعية مع الإيقاعات السريعة للتغير القيمي.
- نشر أشغال الندوة ضمن إصدارات مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة.