
في خطوة تواكب التحولات العالمية في سلوك المستهلك، رخص بنك المغرب لأول شركة مغربية متخصصة في خدمة “اشتر الآن وادفع لاحقاً” (BNPL)، مما يمثل استجابة رسمية من القطاع المالي الوطني للتوجهات الحديثة في الأداء الرقمي.
ويتعلق الأمر بشركة “Alya” الناشئة، التي تقدم حلاً للدفع بالتقسيط دون فوائد أو رسوم إضافية، معتمدة على نظام تعاقدي يتسم بالوضوح والشفافية لضمان حقوق كل من التاجر والمستهلك. ويتيح هذا النموذج، الذي حقق انتشاراً عالمياً واسعاً عبر شركات مثل “Klarna” و”Affirm”، للعملاء اقتناء السلع والخدمات مع توزيع تكلفتها على أقساط، بينما يتوصل التجار بمستحقاتهم بشكل فوري من خلال المنصة الرقمية الوسيطة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه الدفع المرن نمواً متسارعاً على الصعيد العالمي، خاصة في أوساط الشباب. وتشير مؤشرات دولية إلى ارتفاع معاملات “اشتر الآن وادفع لاحقاً” بنسبة تتجاوز 30% سنوياً. وعلى الصعيد المحلي، كشفت أرقام “Mastercard” أن 74% من المستهلكين المغاربة على دراية بهذا النظام، وأن 39% منهم يشعرون بالراحة في استخدامه، فيما قام 10% بتجربته بالفعل.
وفي تصريح له، أوضح إبراهيم زيد، المؤسس والمدير العام لشركة “Alya”، أن هذه الخدمة ليست غريبة على الثقافة المغربية، بل هي تطوير رقمي لممارسات “الكريدي” التقليدية المتجذرة في الأسواق المحلية. وأكد أن القيمة المضافة التي تقدمها “Alya” تكمن في التأمين والوضوح وسرعة إنجاز المعاملات، بالإضافة إلى بناء علاقة ثقة بين المستهلك والتاجر عبر وسيط رقمي معتمد.
من جانبه، يواصل بنك المغرب تبني مقاربة متوازنة تهدف إلى تشجيع الابتكار مع الحفاظ على استقرار النظام المالي، وذلك من خلال دعم التحول الرقمي ضمن إطار تنظيمي محكم. ومع تسارع نمو التجارة الإلكترونية وتوسع الرقمنة في عمليات الأداء، يتوقع الخبراء أن يصبح الدفع الرقمي بالتقسيط أحد المعايير الأساسية في قطاع تجارة التجزئة بالمغرب خلال السنوات القادمة، لا سيما بين الأجيال الشابة.




