محاولة جماعية جديدة للهجرة نحو سبتة المحتلة تربك سواحل الفنيدق

شهدت سواحل مدينة الفنيدق، ليلة الجمعة وصباح السبت، محاولة جماعية جديدة للهجرة غير النظامية نحو مدينة سبتة المحتلة، شارك فيها العشرات من المهاجرين، بينهم قاصرون ومواطنون من جنسيات مغربية وجزائرية وإفريقية جنوب الصحراء، مستغلين اضطراب الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج.
وحسب مصادر محلية، فقد ألقى المهاجرون بأنفسهم في البحر في محاولة محفوفة بالمخاطر للعبور سباحة إلى الثغر المحتل، ما استنفر وحدات الإنقاذ التابعة للبحرية الملكية وخفر السواحل الإسباني، الذين واجهوا صعوبات كبيرة في عمليات البحث والإنقاذ بسبب الرياح القوية وضعف الرؤية.
وقد تمكنت عناصر الإنقاذ من انتشال عدد من المهاجرين الذين كانوا على وشك الغرق وسط الأمواج العاتية، في حين تم نقل بعضهم لتلقي الإسعافات الضرورية. كما جرى توقيف عدد من المشاركين في هذه المحاولة وإحالتهم على الجهات المختصة قصد اتخاذ الإجراءات القانونية في حقهم.
وتأتي هذه الحادثة لتؤكد استمرار ظاهرة الهجرة غير النظامية بالمنطقة، والتي باتت تتخذ طابعاً متكرراً، خصوصاً خلال فترات الليل وفي ظل ظروف جوية صعبة. ويحرص المهاجرون على استغلال سوء الأحوال الجوية أو انشغال الدوريات البحرية لمحاولة العبور نحو الضفة الأخرى.
ووفق إفادات متطابقة، فإن شبكات متخصصة في تهريب البشر تقف وراء تنسيق مثل هذه المحاولات، مستغلة الوضع الاجتماعي الهش واليأس الذي يعانيه العديد من الشباب والمهاجرين العالقين في محيط الفنيدق.
وتحذر السلطات المغربية باستمرار من خطورة هذه المغامرات غير المحسوبة العواقب، والتي تضع حياة المهاجرين في مهب الخطر، خصوصاً القاصرين الذين يُستدرجون بسهولة إلى خوض مغامرات بحرية مميتة دون إدراكهم لمخاطرها.
وباتت سواحل الفنيدق خلال الأشهر الأخيرة مسرحاً لمحاولات متكررة للهجرة نحو سبتة المحتلة، رغم المجهودات المكثفة التي تبذلها الأجهزة الأمنية والبحرية المغربية لاحتواء الظاهرة والتصدي لشبكات التهريب النشطة في المنطقة.