كُتّاب وآراءمجتمع

محاولة من أجل فهم ماجرى ومايجري بوجدة

عادل راشدي/وجدة.

في تاريخ المغرب المعاصر أثبت أن قوة الجيل الجديد من الحركات الإجتماعية هي سلميتها وتنظيمها المحكم والمسؤول وقوة شعاراتها والقدرة على صياغة بدائل تشاركية ذات أبعاد محلية ،لنأخد تجربة حراك الريف بالحسيمة لمدة سبعة أشهر وهم متواجدون بالشارع ومن خلال مسيراتهم ووقفاتهم بمدينة الحسيمىة لم يتم رشق أي رجل أمن ولم يتم الإعتداء على الأملاك الخاصة للمواطنين أو نهب المحلات والمتاجر،مما شكل درسا عظيما للإحتجاج الراقي وحظي بتعاطف كبير من شمال المغرب إلى شرقه ومن جنوبه إلى غربه،وحتى على المستوى الدولي.

لكن ماوقع خلال اليومين الأخيرين بوجدة يسائلنا جميعاحول الأطراف الخفية وهنا مربط الفرس وحجر الزاوية التي دفعت بشباب وجدة الى القيام بعمليات التخريب ومحاولة تحريف وتشويه منطلقات وأسس الحركة الإجتماعية الجديدة GenZ 212 والزج بها في متاهات ومنزلقات يعرف خباياها تلك الأطراف الخفية التي تحدتث عنها سابقا،وأتا أخاف أن تكون هذه الأطراف هي تلك الحيتان الكبيرة المستترة التي تقوى وجودها خلال العشرين سنة الأخيرة والمستفيدة من وضعيات الفساد،وشلل كبريات الجماعات الترابية بعمالة وجدة وملف النقل الحضري وبلوكاج المشاريع بالمدينة منذ أزيد من عشر سنوات وتحويل كل أطراف المدينة الى الإسمنت المسلح والإستفادة من التراخيص الاستثنائية وانتشار القطاع الغير المهيكل وكل أنواع الجريمة ودور الدعارة وجميع أنواع المخدرات خاصة الأقراص المهلوسة،بكل إختصار تلك الأطراف التي إستفادت ونمت وتقوت مع سياق إغلاق الحدود وضرب العمل المدني والسياسي النبيل وغياب بدائل إقتصادية واجتماعية حقيقية وانتشار الفقر والبطالة والهجرة القروية التي أصبحت متلازمات مدينة وجدة،ومعه أصبح هذا الواقع تلك التربة الخصبة والقاعدة الإنتخابية الطيعة لهؤلاء أمام تهميش وإلإستبعاد القصري والمتواطئ لنخب الممانعة بالمدينة.

إن كل معالجة عميقة لما وقع خلال اليومين الأخيرين بمدينة وجدة يحتاج إلى نقاش مجتمعي حقيقي وجاد والى أنفاس جماعية قادرة على تسمية الأشياء بمسمياتها قادرة على القطع بشكل جذري مع ترسبات الماضي والدفع بنخب جديدة حقيقية ممانعة في تدبير الشأن العام المحلي قادرة على إخراج مدينة وجدة من شللها البنيوي والحد من تغول لوبيات الفساد وتجار الأزمات مع الإعلان عن مشاريع مهيكلة حقيقية تهتم بالتشغيل والصحة والتعليم والإدماج الإقتصادي والإجتماعي للنساء والشباب وبرامج مدنية موجهة للشباب في إطار حوار حقيقي تشاركي بعيدا عن نخبة ويوي والعام زين وما أكثرها بالمدينة،لأنه في لحظات الأزمات نحتاج الى لغة الحقيقة والى تشريح طبي دقيقي نضع الأصبع على الجرح العميق.

نتمنى أن يتم الكشف عن الأطراف الخفية والحيتان الكبيرة التي كانت وراء خلط الأوراق و إستحضار الحكمة والتبصر في التعاطي مع ملف محتجي مدينة وجدة لأن وجدة المستقبل في حاجة إلى جميع شبابها ونخبها لأن وجدة اليوم كانت مستقبل وجدة أمس وستكون ماضي لوجدة الغذ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى