أزرو.. خبراء وباحثون يتدارسون سبل تعزيز إدماج اللغة الأمازيغية (صور+فيديو)
محمد العشوري.
ناقش نخبة من الخبراء والباحثين وفاعلين جمعويين، أمس السبت، بمدينة أزرو، سبل تعزيز إدماج اللغة الأمازيغية وتقييم التقدم المحرز في هذا الإطار، وذلك في إطار الملتقى الوطني لأزر الأطلس، المنظم تحت شعار “الأمازيغية، التعليم والرقمنة”، ضمن إطار الاحتفال بالذكرى الـ23 لخطاب أجدير.
وشدد المشاركون، في هذه الفعالية، التي أشرف على تنظيمها مركز التفكير والبحث والاقتراح ووزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، على أهمية دور التعليم والتكنولوجيا الرقمية في النهوض باللغة الأمازيغية، حيث يُعتبران محركين أساسيين للحفاظ على هذا الموروث الثقافي.
وأكد رئيس مركز التفكير والبحث والاقتراح، الخمار مرابيط، على أهمية هذا الملتقى الذي يعقد في مدينة أزرو ذات الرمزية التاريخية في مسار الاعتراف باللغة الأمازيغية، مشيرا إلى أنه يعد فرصة تحليل التقدم المحرز، والوقوف أيضا عند الثغرات والعقبات والاختلالات التي أعاقت تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، التي تعد مكونا رئيسيا للهوية الوطنية.
وأبرز أن هذه المناسبة تعد فرصة سانحة لتعميق النقاش والخروج بتوصيات تساهم في الدفع بمسار تطوير اللغة الأمازيغية، خاصة وأن إدماج اللغة الأمازيغية في الثقافة المغربية أحرز تقدما ملحوظا يتعين تعزيزه والدفع به، دعيا إلى ضرورة تضافر الجهود للتغلب على العقبات التي تعرقل إدماج الأمازيغية وتفعيل طابعها الرسمي.
ومن جهته أوضح أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس، لحسن أوري، أن هذا اللقاء الذي جمع نخبة من الأساتذة والباحثين والمهتمين من مختلف جهات المملكة يعتبر فرصة لتدارس موضوع الأمازيغية والتعليم والرقمنة، وتعميق النقاش حوله قصد الخروج بتوصيات عملية يمكنها أن تساعد المسؤولة داخل الحكومية وعلى رأسها وزارة التربية الوطنية، من أجل البحث عن سبل إدماج الأمازيغية في المقررات الدراسية لتعميمها على سائر المغاربة.
وأشار الأستاذ أوري، إلى أن هذه المناسبة، تعد محطة أساسية ومهمة يمكن من خلالها التفاعل مع التوصيات والتوجيهات الملكية الأساسية التي تعتبر الأمازيغية لغة جميع المغاربة ويجب الاهتمام بها بمختلف أقاليم وجهات المملكة.
ومثّل هذا الملتقى فرصة لتبادل الرؤى بشأن الأدوار المتعددة للغة الأمازيغية في المغرب الحديث، حيث اعتبر المتدخلون أنها شهدت تقدماً لافتاً في مجال الرقمنة منذ خطاب أجدير، خاصة ما يتعلق بتبني حرف تيفيناغ عام 2003 وإدماج اللغة الأمازيغية في محرك الترجمة الآلية “غوغل”.
وأكدوا أن هذه الخطوات تعد إنجازاً مهماً يستلزم استثماراً أكبر لتحقيق نتائج تتماشى مع الوضع القانوني للأمازيغية وتعزيز مكانتها الرسمية.
كما اشار المشاركون في هذا اللقاء الفكري إلى التحديات المرتبطة بإدماج اللغة الأمازيغية في التعليم منذ عام 2003، مؤكداً على أهمية البحث العلمي وتدريب الكوادر التعليمية لتعزيز تطوير اللغة الأمازيغية كلغة حية وفعّالة في المجتمع.
شمل الملتقى أيضاً مناقشات حول قضايا الإعلام وحقوق الإنسان والتراث، إلى جانب الأبعاد القانونية المتعلقة بالتزامات المغرب الدولية في مجال الحقوق الثقافية واللغوية، مما يعكس رؤية شاملة نحو إدماج الأمازيغية بشكل أكبر في المشهد الوطني.