سياسة

تازة: دعوة إلى تصوير “فيلم” حول مقاومة المحتل بالإقليم في حفل افتتاح المهرجان الدولي للسينما

 

يوسف العزوزي/تصوير شرفة غزال.

في فضاء المسرح المنتشي بالحرارة الفنية التي طبعت حفل  افتتاح الدورة الأولى من المهرجان الدولي للسينما بتازة  سقطت دمعة باردة من  عين الفنانة” الطفلة” ماجدة بنكيران على خد الزمن الفاصل بين لحظات عاشتها كتلميذة  في مدرستها  و وقوفها كفنانة مغربية مشهورة  و نجمة  وشاعرة أنيقة  على ركح المسرح لتقديم فقراته و هي تكرم مديرتها بمدرسة البنات “بالقزدارين” الأستاذة سعيدة الغرفي.

و استحضر الأستاذ محمد بلغوات قوة شبابه بالمدينة  العتيقة لينتصر على العطب التقني الذي أصاب  أجهزة الصوت، لتعلوَ إرادته   لإنجاح المهرجان على تخاذل مكبر الصوت، فينطلق كالسهم إلى  مقدمة الركح ليلقي كلمته كمدير للمهرجان غير مكثرت بصوت هافت منبعث من حوار ثنائي وسط الحضور عندما همس شخص لصديقه “الصابوطاج هذا….” .

قيبل بداية الحفل الرسمي

مع بداية الوقت المحدد لانطلاق حفل الافتتاح وقف حوالي الساعة السابعة من مساء يوم الثلاثاء 24 يوليوز 2018  بالباب الخارجي لمسرح تازة العليا رجال السلطة المحلية الجدد و  الأمن و بعض المهتمين و المدعويين و المارين بالصدفة ، و من داخل نفس االباب شغلت فرقة المقدم النويكة العيساوية حيزا من الجانب الأيمن لمدخل  المسرح، و ملأت الفضاء إيقاعا وصل صداه إلى الأسوار التاريخية المحيطة بالمدينة العتيقة  التي بني هذا المسرح المحتضن للمهرجان فوق ترابها.

و قبل وصول الوفد الرسمي شرع الفنانون و المدعوون و المشاركون في ولوج فضاء قاعة المسرح  مارين على  سجاد أزرق عبر باب ثانية تفضي إلى بهو الاستقبال حيث وضع بأقصى  يمينه مكتب  لتسجيل أسماء المشاركين و تسليم “البادجات” ، ونصبت بأقصى يساره لوحة إعلانية للمهرجان،  لتَكُون خلفية للاتقاط الصورة  التذكارية .

الابتسامات تعلو وجوه المتواجدين في الفضاء و هم يتبادلون الكلمات و التحيات ، و العبارات و المجاملات ، و يلتقطون “السيلفيات” في  هدوء طبع الفضاء لفترة  كسرها دخول الفنان عز العرب الكغاط عندما شرعت الفرقة العيساوبة  في دق دفوفها تعبيرا عن حفاوة استقباله .

حاملة نظارتها الشمسية و بوجه بشوش أطلت  الفنانة المغربية بشرى أهريش بمعية زميتلتها الفنانة التازية فاطمة الزهراء حسني ، استوقفهما بعض المعجبين للتعبير عن الترحيب  قبل أن تدخلا  فضاء المسرح  و تلتحقا ببهو الاستقبال لتضيفا إليه  حضورا ، و تزيدانه بهاءا و تنضما  إلى الكغاط عز العرب و الطاهر الجم و إلى الإعلاميين و المخرجين و المشاركين

في نفس الآن كان رئيس جمعية  المنظمة للمهرجان الدولي للسينما قويدر بناني يعطي تصريحا  لوسائل الإعلام حيث أوضح أن المهرجان موجه لإقليم تازة من خلال العروض التي ستقام في المسرح و ساحة 20 غشت و عروض في عشر جماعات قروية من ضمنها باب بودير التي ستحتضن حفل الاختتام .

وصول الوفد الرسمي و انطلاق الحفل

وصل عامل الإقليم و الوفد المرافق له  للإشراف على حفل الافتتاح  و معه الوزير السابق  عبد السلام الصديقي ليتصدرا المدعويين في الدخول  إلى قاعة العرض حيث تنتظرهم في ركح المسرح صاحبة ديوان” 7 زنقة مقهى الباشا” الفنانة  الجميلة ماجدة بنكيران، التي عبرت و بلغة شاعرية  عن سعادتها في العودة بمعية نخبة من الفنانين للحضن الأول و المنبع الأول بأجمل و أبهى طرق الخلق و الإبداع… “السينما”  ليكون هذا الموعد و ليتألق بحضور الجمهور البهي الذي نور المدينة و فضاءاتها .

رئيس المجلس الإقليمي يدعو إلى تصوير فيلم حول مقاومة المحتل  بتازة

و بكثير من اللياقة صعد عبد الواحد المسعودي رئيس المجلس الإقليمي إلى الركح من الجهة اليسرى حيث نصبت منضدة مخصصة لإلقاء الكلمات، لكنه خلفها وراء ظهره متوجها إلى الجهة اليمنى لمصافة ماجدة بنكيران ثم واستدار عائدا خلف الميكروفون لإلقاء كلمة نقل من خلالها تحية كل مكونات المجلس الإقليمي و اعتزازهم باحتضان تازة لتظاهرة من هذا الحجم مبرزا أهمية نشر الثقافة السنمائية  و مناسبة لاطلاع ساكنة الإقليم الذي لا يتوفرون على قاعات للسينما  على هذا الفن . و دعا  إدارة المهرجان إلى تصوير فيلم عن بسالة ساكنة تازة في مقاومة المحتل

رئيس جماعة تازة يأسف لغياب القاعات السينمائية.

أشاد جمال مسعودي بسمعة مدينة تازة  على الساحة الفينة الوطنية التي أنتجت فنانات و فنانين مرموقين في مجالي المسرح و السينما منطلقا من مقولة “السينما مرآة إنسانيتنا”و  تحدث عن دور السينما في معايشة التطورات و التناقضات التي تعرفها مجتمعاتنا .

و تأسف جمال مسعودي لتراجع عدد القاعات السينمائية التي تعرض هذا  الفن الراقي ، متمنيا أن يكون المهرجان مناسبة لإعطاء دفعة جديدة لنشر  الثقافة السنمائية  و دعم الفنانين و السينمائين في مسارهم الفني. و رحب مسعودي بأي مبادرة تسير في هذا الاتجاه.

عادل غزالي يعزف  ألحانا عالمية بفنية عالية

فاجأ الفنان العالمي عادل غزالي الجمهور بعزف منفرد على الكمان مؤديا مقاطع عالمية بفنية عالية مزجتها بألحان عربية  جميلة ، فتركت شعورا بالاعتزاز بهذا الفنان الذي قدمته  ماجدة على أنه إبنه مدينة تازة.

و يبدو من حركة جسم عادل غزالي على خشبة المسرح و تناغمه مع قيمة الألحان التي يعزفها  بأنه فنان يستنشق ألحانه و يعشق كمانه .

بلغوات مدير المهرجان يدير طارئ عطب  مكبر الصوت بحرفية عالية.

ما إن صعد بلغوات إلى ركح المسرح و شرع في إلقاء كلمته حتى أصيب الميكروفون بعطب طارئ أفقده القدرة على تكبير الصوت ليصل إلى أسماع الحضور الكري، تعامل الرجل مع الموقف بسرعة البديهة مع الجمهور عندما قال فيهم بأن الميكرو يرفض إيصال صوته بعد مكتفيا بجمال ما قدمه عادل غزالي من ألحان.

لكن العطب أبى إلا أن يستمر، و سمع بلغوات صوتا مرتفعا من وسط الجمهور “أسير البيبيتر الآخر” فرد مدير المهرجان : لم أتمكن من رؤية صاحب الصوت إلا أنني أجزم بأنه الفنان المغربي المحبوب هشام بهلول.

استجاب بلغوات و قصد الميكروفون الموجودة أيمن الركح إلا أن العطب كان مصرا على الملازمة  فاتجه الرجل إلى وسط الركح و ألقى كلمته.

 كلمات و تكريم و نوستالجيا  

بعد كلمة الرئيس الشرفي للمهرجان عبد السلام االصديقي و الفنانة  المغربية رشيدة خليل الكوميدية الساخرة المقيمة بفرنسا ،جاء دورالدكتورة نادية البرنوصي أستاذ جامعات مونبلييه في فرنسا (2008)، إيكس أون بروفانس في فرنسا و نائب رئيس الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري……لم تتكلم نادية عن الدستور، بل عن إبيها و دوره في المجتمع الذي أهله ليحظى بتكريم المهرجات.

و تميزت لحظة تكريم الحاجة سعيدة الغرفي بتدفق في المشاعر نبعه إحساس الفنانة ماجدة  بالحنين لحظة قراءتها لكلمة في حق مديرة المدرسة التي درست بها فدمعت عينها و ارتبكت للحظة قبل أن تعتذر و تواصل.

فالسعدية الغرفي أو ” أمي الحاجة ” كما يناديها البعض، هذه المرأة، المناضلة والفاعلة الجمعوية، تعتبر من أوائل النساء اللاواتي مارسن النضال النسائي والعمل الجمعوي منذ ستينيات القرن الماضي بتازة، لتحقت بسلك التعليم وهي صغيرة، ثم عينت بمدينة فاس كمرشدة تربوية، وتمكنت بعد ذلك من الحصول على دبلوم مستشارة تربوية من فرنسا، ثم عينت مديرة على التوالي بمدرسة البنات ومدرسة المحطة بتازة.

تكلف الفنان محمد بلهسي بإلقاء كلمة التكريم في حق الحاج الطيب بنعصمان ، و هو:” من مواليد 1934 من مدينة تازة ، شارك مع جمعية قدماء تازة التي كان يرأسها المرحوم المكي الشرتي كأول مخرج في الأربعينات و الخمسينات بمدينة تازة و انبتثق من هذه الجمعية  فرقة انتصار الحق للمرح بتازة وأسس بعد ذلك جمعية اللواء المسرحي و كان موظفا بالبدلية تم التحق بالكتابة العامة لعمالة اقليم تازة “.

انطلاق عرض الأفلام

كان الجمهور الذي حضر حفل الافتتاح على موعد مع أول عرض لفيلم وثائقي  حول تازة من إخراج قويدر بناني ،و أبدعت الصحافية وفاء اليعقوبي  في قراءة النص الذي كتبه الأستاد امحمد العلوي الباهي ، و تميز الفيلم باستعمال التقنيات  الحديثة في التصوير.

الفيلم الثاني  “البحث عن السلطة المفقودة ” إخراج محمد بنسودة . قدمه  للجمهور التازي الفنان عز العرب الكغاطمن  و تحدث بعجالة قبيل عرضه عن الشخصية التي لعبها .

و يعتبر فيلم “البحث عن السلطة الضائعة” إبداعا مغايرا مقارنة مع ما أنجزه من أعماله السابقة، لأنه يتميز بأسلوب فني وجمالي يتأسس على الاقتصاد في الحوار واختيار موضوع السلطة العسكرية كإشكال طرح  نفسه بإلحاح في واقعنا العربي.

 

عشاء فني بفندق افريواطو

نظمت جمعية المهرجان عشاءا فنيا على شرف الضيوف، نشطه الفنان عبد اللطيف بناني  الذي تقاسم زمن الغناء مع أخيه الفنان منير بناني ، و كان الحفل  الذي أقيم في فضاء جميل بفندق افريواطو مناسبة للتعارف بين ضيوف المهرجان .

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى