ثقافةمجتمع

الورشة التدريبية الثانية لبرنامج Be Green إقليم بركان

 

لحسن بن مولى

في إطار أنشطتها البيئية والتوعية نظمت مؤسسة الأطلس الكبير بتنسيق مع جمعية البيئة والإنسان بمدينة بركان ورشة ميدانية تدريبية لمجموعة من الشباب بالجهة الشرقية في إطار مشاركتهم في برنامج كن أخضر Be Green المدعم من دار أمريكا والذي يهدف إلى تعزيز المشاركة المحلية في تخطيط وتنفيذ المشاريع الإجتماعية و الإقتصادية المركزة على البيئة في المغرب ومن أجل تعزيز المهارات في مجالات الوعي البيئي وتقييم المجتمع وتخطيط العمل والتطوير التنظيمي وتصميم المشاريع وإدارتها.

وقد شارك في هذا اليوم 13 مارس 50 شاب وشابة من مختلف مناطق الجهة الشرقية من أجل التواصل والتعرف على التعاونيات النسوية بإقليم بركان ودور المرأة في تعزيز التنمية المحلية و الحفاظ على البيئة تخليدا لليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 مارس من كل سنة. بالإضافة إلى زيارة منبت للأشجار لاكتساب مجموعة من المعلومات حول مشاتل الأشجار.

انطلقت الرحلة من بركان نحو دوار الحمري من أجل زيارة ”التعاونية النسائية الحمري للتضامن والتنمية” والتواصل مع رئيسة التعاونية السيدة سناء وعضوات التعاونية بالإضافة إلى زيارة مركز القايد المنصوري للتنمية القروية بدوار الحمري الذي تديره التعاونية النسوية والتعرف على مشاريعها ومنتجاتها الطبيعية والقيام بجولة داخل مشتل لزراعة الأعشاب الطبيعية الذي تديره التعاونية وقد تم فتح نقاش وحوار مع التعاونية والتعرف على تاريخها ومشاريعها كما تمت مناقشة مجموعة من النقط والتحديات التي تواجهها التعاونية النسوية وبالأساس ”تسويق المنتج” حيث تفاعل المشاركين مع الموضوع وشاركوا بإقتراحتهم وأفكارهم للمساهمة في دعم التعاونية لتطوير مشاريعها ومنتجاتها و تحقيق جميع أهدافها المستقبلية.

كما تمت زيارة ”مشتل ملوية ” الذي ينتج جميع أنواع الأشجار حيث تعرف المشاركين في البرنامج على مراحل إنتاج الشتلات في المشتل و أنواع الأشجار التي يتم إنتاجها.

وبعد اكتساب مجموعة من الأفكار والمعلومات حول المشاتل اتجه المشاركين إلى قرية تݣما من أجل زيارة السيدة اليعقوبي نصيرة التي تسهر على إدارة ”منتجع تكما ” بدوار اولاد الحاج كرمز للمرأة المكافحة في مجال السياحة حيث تعتبر السيدة اليعقوبي من النساء اللواتي واجهنا صعوبات عديدة في بداية تسيير المنتجع من أجل إنجاح السياحة المحلية وكذلك تقديم الواجبات الطبيعية وتلبية طلبات الزوار الذين يأتون من داخل وخارج المغرب.

وقد استقبلت السيدة نصيرة مؤسسة الأطلس الكبير والمشاركين في تدريب برنامج كن أخضر وعرفت المنطقة كما شاركت مع الجميع محطات مهمة في حياتها في مجال السياحة وأشارت إلى عدم توفرها على أي تجربة في البداية في هذا المجال ، لكن بعزيمتها وإصرارها طورت من مهاراتها وتعلمت من خلال تجاربها في الحياة حتى تمكنت من دعم مشروعها السياحي رغم العديد من الصعوبات التي كانت تعاني منها وبالأساس في السنوات الأخيرة بفعل الأزمة الصحية لكورونا.

فهذا المنتجع ”تكما” يعد مكان هادئ بين أحضان الجبال تديره السيدة اليعقوبي ويتميز بمناظر طبيعية تتكون بالأساس من أشجار الخروب التي عمرت المنطقة منذ سنين.

وفي ختام التدريب تمت زيارة ”التعاونية النسوية القمّة” بتافوغالت والتي تعمل في إطار استخلاص الزيوت الأساسية الطبيعية وتثمين وتسويق النباتات العطرية وكذلك منتجات الصناعة التقليدية مثل الزرابي… وقد قدمت رئيسة التعاونية نبذة تاريخية عن تأسيس التعاونية واختياراتها في طبيعة المشاريع التي تنجزها. كما أضافت رئيسة التعاونية أن بداية التعاونية النسوية القيمّة واجهت صعوبات كبيرة في مراحل تأسيسها ومنها غياب التجربة في مجال العمل التعاوني والتكوين الذاتي لعضوات التعاونية.

إلا أن العمل كفريق مكّن التعاونية من تجاوز الأزمات وتخطي التحديات واستمرت في العمل والتخطيط حيث شاركت مؤخرا في معارض في المنطقة الشرقية وقدمت منتوجاتها إلى العموم. وأنهت رئيسة التعاونية مداخلتها بأن التعاونية تطمح مستقبلا إلى تطوير منتجاتها نحو الأفضل والمشاركة في المعارض والمبادرات لتقديم تجربتها ومنتجاتها الطبيعية للعموم.

وخلاصة لهذه الرحلة التدريبية لبرنامج Be Green التي كان الهدف منها معايشة المشاركين لكل المساهمين في البيئة والطبيعة واكتسابهم لمجموعة من المعلومات والأفكار حول التعاونيات النسوية ودورها في الحفاظ على البيئة والغطاء الأخضر من خلال الإهتمام بالطبيعة. ومن جانب أخر التعرف عن قرب على دور المرأة القروية والاستفادة من تجاربها في الحياة وعزيمتها في المساهمة في التنمية المستدامة من خلال خلق فرص شغل للنساء في البوادي وتطوير مهاراتهن في الحياة ومساعدتهن على مواجهة ظروف الحياة.

فمشاركة المرأة في الحياة الطبيعية ضرورة مهمة من أجل مواجهة التغيرات المناخية وتوسيع دائرة نشر الوعي والثقافة البيئية في الأجيال المستقبلية وكما يقال قديما ” نحن لا نرث الأرض من أسلافنا ، لكننا نستعيرها من أبنائنا.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى