كُتّاب وآراءمجتمع

الهجرات الجماعية من التعليم الخصوصي إلى التعليم العمومي

 

بقلم : يحيا أنير

يجب أن تعود المكانة الحقيقية والرمزية للتعليم العمومي، التعليم الذي أنشأ وكون أجيالا وأجيالا من رجالات قادوا ولا زالوا يقودون قطار المسؤولية (بقاطراته التي تكاد تتنافر فيما بينها بسبب التعرية وضعف الامكانيات) بهذا الوطن الحبيب الذي تكالبت عليه الكلاب واللصوص من كل حدب وصوب.

ما نراه اليوم من هجرات جماعية من مؤسسات التعليم الخصوصي إلى مؤسسات التعليم العمومي، ما هو إلا دليل قاطع على أن المدرسة العمومية هي الأم الولود والرؤوم، لتبقى المدرسة الخصوصية مجرد وهم يسترزق منه أباطرة وعرابو نهب أرزاق الفقراء وكل أب تواق تعايشه فرية وكذبة تلميذ مجد ومثابر…

التعليم العمومي قادر على تنشئة جيل صاعد منضبط ومهذب، فقط يجب أن تتظافر الجهود، وتتقوى شوكة الوزارة للحد من المخططات الضاربة في مجانية التعليم، والعمل على تنزيل أجندات فعلية وناجعة تحمل المسؤولية لكل من الأستاذ والتلميذ وكذا الإدارة في بلورة نهج جديد للمساهمة في تحريك العجلة التعليمية التعلمية بغية عطاء يثمر ويقولب رجل وامرأة مستقبل يعول عليهما بقوة.

كفانا استهتارا بأبنائنا وكفانا استهتارا بأطرنا الإدارية والتربوية ونعم للرفع من جودة التعليم وحقنه بالتكنولوجيات الحديثة والاخذ من تجارب دول عظمى بلغت شأوا عظيما في البحث العلمي والتكنولوجي؛ كل هذا لتعم الثقافة والعلم والوعي الحقيقيين وتتحقق الجودة المطموحة منذ أمد.

ما نراه اليوم في الصور والفيديوهات من هجرات جماعية فعلية (ليس افتراء مفتر ولا دسيسة مندس) للتلاميذ وذلك بمباركة من آبائهم من الخصوصي إلى العمومي، إنه لدليل قاطع على أن الوعي بدأ يتسلل لعقول الآباء والأمهات، الوعي بأنه ليس ثمة فرق شاسع بين القطاعين وأن جيوبهم وحدها غاية المحتال.

الشرخ البين يتجلى في التسيير والتدبير اللذين يحتاجان ليتحققا نساء ورجالا؛ رجالات غيورين يكونون عند المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ألا وهي مسؤولية الكفاح لأجل تلميذ غد مثالي، مبدع وطموح يتسم بالخلق الحسن وبالوعي الفريد وبالثقافة الراسخة والابداع والابتكار لأجل مستقبل مشرق زاهر.

ختاما، أحيي المدرسة الخصوصية كما أحيي المدرسة العمومية، وليس في قلبى أدنى ذرة حقد أو نفاق، فغايتي أن يرتقي التعليم ببلدنا عامة؛ لا مجال للمقارنات بين القطاعين فكلاهما يسهمان في نبض بلدنا، غير أنه حقيقة يجب أن تعود الكرامة والقيمة للتعليم العمومي ويُصان ماء وجهه ولو بعد حين وحين.

09-09-2020
مدينة كلميم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى