دولية

أهي صفقة ،أم مؤامرة حيكة خيوطها لطمس القضية الفلسطينية

رجاء مسري

بعد سنوات من الانتظار ووسط جو من التمهيد الإعلامي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بوقاحة منقطعة النظير عن ما سماه بصفقة القرن لنشر السلام،فهل هي صفقة أم مؤامرة على الشعب الفلسطيني حيكة خيوطها في البيت الأبيض وسط النوم العربي .

هذه المؤامرة التي خرج بها الرئيس الأمريكي متحدثا بأنها خطة إدارة أمريكية مختلفة عن نظيراتها للخطط الأميركية، وأن هذه الخطة كما اعتبرها دونالد ترامب فرصة لن تتكرر للفلسطينيين والتي ستضمن دولة متصلة لأراضيهم، وأن ماسماه بخريطة الدولة الموعودة ستربط مناطق فلسطينية في الضفة الغربية مع قطاع غزة بنفق، مع الإبقاء على السيطرة الإسرائيلية على معظم الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل سنة 1967، وبالتالي يجعل مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الإسرائيلية، هذا التقسيم الخطير للأراضي الفلسطينية لا يدع مجالاً للشك من انحياز السياسة الأمريكية للاحتلال الإسرائيلي، بل ويظهر مدى حجم المؤامرة على الشعب الفلسطيني لتصفية قضيته وطمسها من الوجود.

وقد جاءت بعد ذلك جملة من القرارات التاريخية عملت على تطبيقها الإدارة الأمريكية منذ فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الإنتخابات التي تمت في نونبر سنة 2016 ، والتي تخدم الإحتلال الإسرائيلي وتمس بالقضية الفلسطينية بشكل واضح، ومن أبرز تلك القرارات وأشدها خطراً على الفلسطينيين والعرب اعتراف إدارته بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، بحيث تم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في دجنبر 2017 تحت إشراف الرئيس الأمريكي، هذه العملية التي جاءت عام تقريباً بعد توليه رئاسة البيت الأبيض، وبعدها تم إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن في فبراير 2018،وكذا جاء قرار وزارة الخارجية الأمريكية التي ألغت 25 مليون دولار التي كانت مقررة أن تقدمها كمساعدة للمستشفيات الفلسطينية في القدس ، والتي تقدم خدمات طبية للفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة.

هذا وبعد شهر من تمام إعلان القرار المشؤوم بأن القدس عاصمة لـدولة إسرائيل، بدأت قرارات ترامب تشد الخناق أكثر فأكثر على القضية الفلسطينية، وخاصة عندما أمر بتجميد 125 مليون دولار أمريكي من مخصصات وكالة الأونروا ، هذا التمويل الذي يشكّل ثلث التبرع السنوي الأمريكي لهذه الوكالة.

وقد تمت بعد ذلك إعادة توجيه مساعدات اقتصادية بأكثر من 200 مليون دولار كانت مخصصة إلى قطاع غزة والضفة الغربية إلى مشاريع في أماكن أخرى،وهو مااعتبرته الإدارة الأمريكية أنه يهدف إلى إجبار السلطة الفلسطينية على التوقف عن دفع إعانات إلى أسر الشهداء والجرحى والأسرى،هذا التخفيض للمخصصات الفلسطينية سيزيد فقط الأمر سوءا بالنسبة للأوضاع المتردية على المواطنين في غزة والضفة.

ويعتبر هذا السلوك الإنتقامي الذي تمارسه الإدارة الأمريكية سابقة خطيرة في العلاقات الدولية الفلسطينية الأمريكية،والذي يشكل مخالفة صريحة للأعراف الدبلوماسية، ومؤامرة محبوكة على الشعب الفلسطيني لكسب المزيد من ثروات الوطن العربي،بحيث أن هذه الخطة تخدم السياسة الأمريكية الإسرائيلية بشكل واضح وصريح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى