مجتمع

ساكنة تاركا ومادي: السد خلق مشاکل إجتماعية حادة ونحن بحاجة لحلول حقيقية وليس للمزايدات السياسية

 روبورطاج حفيظة لبياض/ منشور على جريدة الوطنية عدد فبراير 2019.

منذ أن خرج مشروع بناء سد تارکا ومادي إلی حيز الوجود، وانطلاق أشغال بنائه بدوار بوحسان التابع ترابيا لجماعة برکين إقليم جرسيف، وساکنة هذه المنطقة  تعاني من مشاکل مادية ومعنوية، نتيجة ترحيلهم وما لذلك من أثار سلبية عليهم، مما زعزع هدوء ساکنة دوار بوحسان، وحرک ملفات قانونية وسياسية٠

ومن أجل رصد بعض جوانب هذا الموضوع الشاٸك المتعدد الأبعاد، قامت جريدة الوطنية باستقصاء تصريحات بعض المتضررين، والفاعلين..

 

عضو جمعية المواکبة الاجتماعية لساکنة :ساکنة بوحسان تعاني وتنتظر حلول جذرية وعدم استغلال هذا الملف في أغراض سياسية

يقول الخذير قرسيس عضو جمعية المواکبة الاجتماعية لساکنة حوض تارکا ومادي، ومتضرر من من عملية الترحيل، في تصريحه لجريدة الوطنية، “منذ بداية أشغال هذا المشروع ونحن نعاني من الترحيل الذي يعتبر الحل الوحيد الذي يلوح في الأفق، و نظرا لعدم احترام الشروط التي قدمتها السلطات المحلية أثناء الترحيب بمشروع السد والإحصاء، الشيءٸ الذي ترتب عنه مشاکل وخيمة، جعلت الساکنة تخوض احتجاجات من أجل المطالبة بحقوقها المشروعة والتي تتمثل في الأراضي الفلاحية وهذه  الأخيرة هي الحياة والعيش الکريم بالنسبة للمتضررين، ثم التسريع بالتعويضات المادية من أجل تمكينهم من الالتحاق بتجزٸة بالفرح مع ضرورة تجهيز هذه الأخيرة بالمرافق الضرورية، ثم الإعفاء من الرخص، إضافة إلی الحسم فيما يتعلق بمشکل التعويضات المادية الخاصة بالأراضي السلالية، وکذلك إعطاء الأولوية في التشغيل لأبناء المنطقة”٠

وأردف الخذير “أن التعويضات أو ما يسمی بالحقوق السطحية، توجد بجماعة برکين في إنتظار إيجاد الصيغة التي ينبغي أن توزع بها هذه التعويضات، وأن عدد المتضررين بلغ أزيد من 724 أسرة حسب إحصاء 2015، لکن العدد الآن تجاوز هذا الرقم، متساٸلا عن إجراء إحصاء قانوني جديد”٠

وأضاف المسؤول بجمعية المواكبة الاجتماعية لساكنة حوض تاركا ومادي، أن موضوع سد تارکا ومادي يعطي فرص للمنتخبين، فيشکل محطة صراع والتنافس، خاصة ما رأيناه بين البرلمانيين، الاتحادي سعيد بعزيز، والبامي محمد البرنيشي، تحت ذريعة الدفاع عن مطالب ومصالح الساکنة، لکن هذه الأخيرة يجب عليها أن تعرف الاتجاه المناسب کما أن سعيد بعزيز الناٸب البرلماني عن إقليم عن حزب الإتحاد الإشتراکي للقوات الشعبية، تربطه إتفاقية شراکة بالجمعية من أجل الاهتمام بمطالب الساکنة وطرحها علی الوزارات والجهات المعنية”٠

ويٶکد الخذير بأن الساکنة تفکر في خوض أشکال احتجاجية تصعيدية کمقاطعة أشغال سد تارکا ومادي (مثلا)، في حالة عدم تحقيق مطالبها المشروعة.

الخياطي (متضرر): “نحن مع مشاريع صاحب الجلالة الملک محمد السادس”.

يقول الخياطي علي، وهو فلاح  يقطن بمکان أشغال إنجاز مشروع السد، لا يملك الإمكانات المادية التي تساعده على الرحيل، “تکرفست أنا وعاٸلتي بالعجاج، لأنني لم أتمکن من الرحيل إلی التجزٸة التي قدموها لنا مقابل سکننا، فأنا لا أتوفر علی مصاريف البناء،  خاصة أن هذه التجزٸة بدون کهرباء ولا مدرسة٠٠٠، فنحن نطالب بالأرض مقابل الأرض والماء مقابل الماء، ثم التعويض عن الأراضي السلالية ، وهذا حقنا”٠

وأشار الخياطي أيضا، “إلی کون المسٶولين لم يقدموا حلولا ملموسة وجذرية، والمتضررين سيتشردون بعد نزع ملکيتهم، أما بخصوص من نصوت عليهم من أجل خدمة مصالحنا فننتظرهم لتحقيق هذه الأهداف عاجلا .. بدل أن يستعملونا للتراشق فيما بينهم”٠

رٸيس جمعية الغصن الأخضر: “نطالب بالاستقرار المادي والنفسي، ورد المسٶولين مجرد حبر علی ورق“.

يقول معنان بالقاسم ، رٸيس جمعية الغصن الأخضر ومتضرر، “هناك من حصل علی التعويضات وهناک من لم يستفيد بعد، ونحن نطالب بالأراضي السلالية کمقابل عن نزع ملکيتنا”، وأشار إلی أن المقترحات التي تقدمها جماعة برکين، لا يتم تنفيذها، وسترسل قائلا ” إن المنتخبين يدعون أنهم يبذلون مجهودات من أجل ضمان حقوق الساکنة المتضررة، دون أن يوضحوا لنا نواياهم السياسية، لذلك نحن سنبقى مستمرين في احتجاجاتنا إلی غاية الحصول علی مطالبنا”.

ويشار إلى أن حسن بن الماحي عامل إقليم جرسيف سبق وان اجتمع بممثلين عن الساکنة المتضررة يوم 30 يناير الماضي، بحضور السلطات المحلية، ثم الناٸب البرلماني البامي محمد البرنيشي، وکل من من رٸيس جماعة برکين، ورٸيس جماعة تادرت٠

وتمحور مضمون هذا اللقاء التواصلي حول مقترحات عامل الإقليم الهادفة إلى إيجاد حلول عملية لمشاکل المتضررين، عبر اقتراحه البحث عن أراضي فلاحية تحت إشراف نواب الأراضي السلالية من أجل تجنب النزاعات، خاصة أن الأراضي السلالية خاصة بالکراء، مع تأكيده أن المتضررين سيستفيدون من دعم مادي من أجل تجهيز هذه الأراضي شريطة أن يتقدموا بطلبات للاستفادة في إطار تعاونيات، إضافة إلى أن الساکنة المتضررة ستستفيد من بقع ارضية مساحتها 90 متر مربع بتجزٸة بالفرح بجماعة تادرت٠

وزير التجهيز والنقل: سأتأكد شخصيا من توصل كل ساكنة تاركا ومادي بالحقوق السطحية.

وسبق لوزير التجهيز والنقل أن أكد في رد له بمجلس النواب أن الوزارة تشتغل على قدم وساق لتسريع وثيرة أداء مستحقات المنزوعة ملكياتهم، حست تم صرف أكثر من 4 مليارات درهم،كما أنها برمجت لهذه السنة 850 مليون درهم، مشددا على أن ما يعرف بالحقوق السطحية لا تطرح أي مشكل، بل المشكل يطرح بشكل كبير في ما يخص تعويض الملاك عن أراضيهم، والذي يتمحور أساسا في كون بعض ملاك الأرض غير قادرين على إثبات ملكيتهم للأراضي، وهو أمر خارج عن اختصاص الوزارة.

وأكد الوزير أنه سيتأكد شخصيا من توصل كل ساكنة تاركا ومادي بالحقوق السطحية.

ويبقی موضوع سد تارکا ومادي قضية شاٸکة بإقليم جرسيف حيث طال انتظار المتضررين للحد من معاناتهم المادية والمعنوية، كما أن معظمهم يأمل من السلطات المعنية التدخل بحزل لقطع الطريق عن كل من تسول له نفسه استغلال معاناتهم لتحقيق أهداف شخصية أو سياسوية ضيقة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى