أمواج القصر الصغير تلفظ كميات كبيرة من رزم “الشيرا” والدرك يفتح تحقيقا
قذفت أمواج البحر بشاطئ القصر الصغير، زوال أمس الخميس، كميات كبيرة من مخدر الشيرا، في واقعة مثيرة أعادت إلى الواجهة نشاط شبكات التهريب الدولي للمخدرات بالسواحل الشمالية للمملكة.
وحسب مصادر محلية متطابقة، فقد تفاجأ عدد من المصطافين بظهور رزم ضخمة من المخدرات تطفو على سطح الماء قبل أن تجرفها الأمواج نحو الشاطئ، ما استدعى تدخل مصالح الدرك الملكي التي انتقلت بسرعة إلى عين المكان.
وقامت عناصر الدرك الملكي بسرية القصر الصغير بفرض طوق أمني على المنطقة، مع مباشرة عمليات تمشيط دقيقة للشريط الساحلي لجمع كل الرزم التي لفظها البحر، توازيا مع فتح تحقيق أولي لتحديد مصدر هذه الكميات ومسارها المحتمل.
وتشير المعطيات الأولية، وفق المصادر ذاتها، إلى أن الأمر قد يتعلق بعملية تهريب فاشلة، يرجح أن المهربين اضطروا خلالها إلى التخلص من الشحنة في عرض البحر بعد ملاحقتهم من طرف دوريات مغربية أو إسبانية.
وعقب الحادث، كثفت الفرق الأمنية المختصة حضورها بمحيط الشاطئ، وشرعت في تحريات ميدانية موسعة حول احتمال وجود ممرات بحرية سرية تستغلها شبكات التهريب النشيطة بين منطقتي المنار وقرية بليونش التابعة لعمالة المضيق الفنيدق.
وفي السياق ذاته، رفعت السلطات الأمنية حالة التأهب على طول السواحل الشمالية، مع تعزيز المراقبة البحرية والتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية قصد التصدي لأي محاولة تهريب جديدة.
وتأتي هذه الواقعة في وقت تعرف فيه أنشطة التهريب البحري عودة لافتة بعد فترة من الركود، حيث تمكنت مؤخرا دوريات تابعة للقوات المساعدة المكلفة بحراسة الشريط الساحلي بمدينة طنجة من إحباط عمليتين لتهريب المخدرات على متن دراجات مائية “جيت سكي”.
ويُنتظر أن تسفر التحريات الجارية عن معطيات جديدة قد تكشف عن ارتباط الحادث بشبكات دولية متخصصة في تهريب المخدرات انطلاقا من السواحل المغربية نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.
