حزب الاستقلال… صوت العقل في زمن الاحتجاجات

قراءة في بلاغ اللجنة التنفيذية حول الحراك الشبابي والمطالب الاجتماعية
بقلم: أنس زيزي
في خضم حالة من التوتر الاجتماعي الناتج عن احتجاجات شبابية متصاعدة، اختار حزب الاستقلال، عبر بلاغ صادر عن لجنته التنفيذية يوم 1 أكتوبر 2025، أن يتخذ موقفًا وطنيًا متزنًا يجمع بين الإنصات لصوت الشارع، والدفاع عن استقرار الدولة ومؤسساتها.
بلاغ الحزب لم يكن مجرد رد فعل سياسي، بل كان بيان موقف وطني واضح المعالم، ينبني على قراءة عميقة للواقع الاجتماعي ويقترح مخرجات عملية للحوار والإصلاح.
البلاغ سجل موقفًا جريئًا ومنسجمًا مع مبادئ الحزب، حيث يؤكد أن المطالب المرتبطة بالحقوق الاجتماعية وتحسين قطاع الصحة مطالب مشروعة وعدالة، بل ويعتبرها من صميم الأوراش الإصلاحية التي تنخرط فيها الحكومة، وبهذا، لا يضع الحزب نفسه في موقع المدافع عن الوضع القائم، بل يُعلن صراحة وقوفه إلى جانب الشباب المغربي، وتبنيه لقضيتهم بكل وضوح ومسؤولية، دون أن يسقط في الشعبوية أو المزايدات.
وإذ عبّر البلاغ عن تفهمه العميق للتعبيرات الشبابية، فإنه كان بنفس الحزم في إدانة أعمال التخريب والعنف التي رافقت بعض التظاهرات، معبّرًا عن موقف وطني واضح:
“لا يمكن لأي مطلب مهما كانت مشروعيته أن يُبرر تهديد الأمن العام أو المس بسلامة المواطنين وممتلكاتهم.”
وهذا بالضبط هو جوهر المسؤولية السياسية والأخلاقية التي يتحلى بها حزب الاستقلال؛ فهو مع الحق في الاحتجاج والتعبير، لكنه يرفض كل أشكال الفوضى التي تُسيء للحراك وتفقده شرعيته.
ورغم مشاركته في الحكومة، لم يتردد الحزب في توجيه دعوة واضحة لمكونات الأغلبية إلى تسريع وتيرة الإصلاحات الاجتماعية، خصوصًا في قطاع الصحة، منتقدًا أعطاب الحكامة الترابية، وداعيًا إلى تحسين البنيات الصحية وجودة الخدمات.
وهذه ليست مجرد شعارات، بل مواقف واقعية نابعة من قناعة الحزب التاريخية بضرورة بناء دولة اجتماعية عادلة. والبلاغ يُعيد التأكيد على أولوية المستشفى العمومي، وعلى ضرورة تمكينه من الوسائل البشرية والتقنية اللازمة للقيام بدوره.
وفي لحظة تتسم أحيانًا بانغلاق القنوات، اختار حزب الاستقلال أن يُوجّه رسالة أمل، من خلال دعوة الشباب إلى الانخراط في نقاش عمومي مسؤول ومفتوح، داخل المؤسسات ووسائل الإعلام، ولم يكتف بذلك، بل أعلن استعداده التام عبر أجهزته ومنظماته للمساهمة الفعلية في هذا الحوار، والبحث عن حلول عملية للمطالب الاجتماعية، في إطار تشاركي بنّاء.
إنها دعوة لإعادة بناء الثقة بين الشباب والمؤسسات، بين المواطن والسياسة.
البلاغ ختم برسالة دقيقة تؤكد أن حزب الاستقلال ملتزم بالدفاع عن الحقوق والحريات�