
محمد العشوري.
تتواصل، بمدينة جرسيف، إلى غاية 17 غشت الجاري، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان التبوريدة، الذي تنظمه الجمعية الإقليمية للفروسية التقليدية والحفاظ على التراث اللامادي بإقليم جرسيف، بشراكة مع عمالة الإقليم ودعم جماعة هوارة أولاد رحو، وذلك في أجواء احتفالية تطبعها العروض المبهرة والتنظيم المحكم.
ويحتضن الفضاء المخصص قرب عمالة جرسيف، منذ انطلاق المهرجان في 14 غشت الجاري، لوحات فنية في الفروسية التقليدية يبدع في تقديمها فرسان ما يقارب 40 سربة تمثل مختلف مناطق الإقليم والجهة، حيث تتعاقب طلقات البارود الجماعية في مشاهد تحاكي أمجاد التاريخ المغربي وتستحضر القيم النبيلة للفروسية.
ويشكل هذا الموعد التراثي والثقافي، المنظم بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب، فضاء للتلاقي بين الأجيال وربط الماضي بالحاضر، من خلال إبراز المهارات المتوارثة في التبوريدة والحرف المرتبطة بها، بما يسهم في صون الموروث اللامادي وتثمينه.
كما يزخر برنامج المهرجان بفقرات ثقافية موازية، تتيح للزوار التعرف على خصوصيات المنطقة وتنوع مكوناتها، إلى جانب أنشطة فنية وفلكلورية تعكس غنى الهوية المغربية وتعدد روافدها.
ويعرف المهرجان إقبالا جماهيريا لافتا من ساكنة جرسيف والمناطق المجاورة، حيث تمتلئ جنبات المحرك بأعداد كبيرة مم المتفرجين، في مشهد يعكس المكانة الخاصة التي تحتلها التبوريدة في وجدان المغاربة.
وأكدت الجهة المنظمة أن نجاح هذه الدورة يعزى إلى الانخراط الفعّال لمختلف الشركاء، والحرص على توفير كافة شروط السلامة والتنظيم الجيد للعروض، بما يضمن راحة الزوار وسلاسة متابعة الفقرات.
وتراهن الدورة الحالية على تعزيز موقع المهرجان ضمن أجندة التظاهرات التراثية الوطنية، وجعل جرسيف وجهة بارزة لعشاق الفروسية التقليدية، عبر مزج المتعة البصرية بالإرث الثقافي، وإبراز الدور التنموي لهذه التظاهرات في دعم الرواج الثقافي والاقتصادي المحلي والجهوي.