كُتّاب وآراءمجتمع

من يقف خلف احتجاجات شباب “Gen Z” في المغرب؟ ملامح التحدي وصور المعتقلين تفتح النقاش

البشير لخريف/ الزاك
شهد المغرب في الأيام الأخيرة موجة احتجاجات شبابية لافتة اختار أصحابها أن يطلقوا على أنفسهم اسم “Gen Z”، في إحالة على جيل جديد يعيش في قلب العالم الرقمي ويتطلع إلى التغيير. وبينما تدخلت السلطات الأمنية لتوقيف بعض المشاركين، برزت صور هؤلاء الموقوفين في أغلب الأحيان بملامح التحدي والهدوء وضبط النفس، وأحيانا بملامح الغضب وأعين تقدح شراً. لتتحول إلى رمز أثار الكثير من التساؤلات حول خلفيات هذا الحراك: من يقف وراءه؟ وهل يعبر عن مبادرة شبابية مستقلة أم عن موجة موجهة؟

خروج شباب “Gen Z” إلى الشوارع رافعين مطالب اجتماعية واقتصادية تتعلق بالكرامة والعيش الكريم والحق في الفرص. لم يجعل تركيز الأنظار على الشعارات بقدر ما كانت على صور الموقوفين: شباب أغلبهم بعيون ثابتة، وجوه هادئة، لا يظهر عليهم ارتباك أو خوف، بل على العكس بدوا وكأنهم ينقلون رسالة صامتة مفادها أن احتجاجهم ليس نزوة عابرة بل موقف واعٍ ومدروس.

انتشار هذه الصور على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي زاد من زخم النقاش. البعض رأوا في الأمر تعبيرًا صريحًا عن جيل فقد الثقة في التنظيمات السياسية التقليدية، وقرر أن يبتكر طريقه الخاص للتعبير خارج الوسائط المعتادة. فيما ذهب آخرون إلى أن هذه الدينامية قد تكون في جزء منها مستثمرة أو مدعومة من أطراف سياسية أو جماعات ضغط تحاول استثمار غضب الشباب لتوجيه رسائلها الخاصة.

وبغض النظر عن صحة هذه الفرضيات، فإن المؤكد أن احتجاجات “Gen Z” لم تأت من فراغ، بل تنبع من خلفيات اجتماعية واقتصادية متراكمة يعيشها الشباب المغربي: ارتفاع نسب البطالة، غلاء المعيشة، وتراجع ثقة الجيل الجديد في المؤسسات الوسيطة. كما أن اختيار اسم “Gen Z” يعكس رغبة في الانتماء إلى حركة شبابية عالمية عابرة للحدود، تعبر عن ذاتها عبر الصورة والشبكات الاجتماعية بقدر ما تفعل في الشارع.

احتجاجات شباب “Gen Z” تطرح أسئلة مفتوحة أكثر مما تقدم أجوبة جاهزة: من يقف خلفها؟ هل هي حركة عفوية نابعة من غضب اجتماعي حقيقي، أم بداية لتشكل تنظيم شبابي جديد خارج الإطارات التقليدية؟ لكن المؤكد أن صور المعتقلين بملامحهم الهادئة ونظراتهم الواثقة ستظل علامة فارقة، تؤكد أن جيلاً جديدًا قد دخل المشهد الاحتجاجي المغربي بأسلوب مختلف ورمزية أقوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى