ثقافةمجتمع

جرسيف..جمعية فضاء الأمل تختتم مشروع “من أجل تمثيلية وازنة للنساء في أفق تحقيق المناصفة”

حفيظة لبياض.

نظمت جمعية فضاء الأمل بجرسيف خلال الفترة الممتدة بين شهري يناير ويونيو المنصرمين، مجموعة من الأنشطة للتوعية والتحسيس بأهمية المرأة في المجالس المنتخبة ودورها الهام في الحياة السياسية وترسيخ الديموقراطية، والمساهمة في التنمية، وذلك في إطار مشروع “من أجل تمثيلية وازنة للنساء في أفق تحقيق المناصفة”.

وقالت سومية بدراوي رئيسة جمعية فضاء الأمل في تصريح لها لجريدتنا، إن إشكالية ضعف مشاركة النساء في العملية السياسية ومواقع صنع القرار، من أكبر إشكاليات تواجد المرأة في المجال العام وإقرار حقوقها بإقليم جرسيف، إذ ان تمثيليتها في المؤسسات المنتخبة تبقى جد هزيلة ومخجلة، وفي بعض المجالس الجماعية تستعمل لتأتيت الفضاء فقط، وتكاد تمثيليتها تنعدم في مكاتب المجالس الجماعية، كما ان جميع المستشارات الجماعيات بالإقليم صعدن عن طريق الكوطا فقط وللأسف ضعف معرفة المرأة المنتخبة في تدبير شؤون الجماعات تم استغلالها في مجال تسيير الشأن العام ،من طرف القدماء المحترفين في الجماعات المحلية وخصوصا في العالم القروي.

والأكثر من هذا تمت المتاجرة بأصواتهن وهن يجهلن ما يجري حولهن من صفقات شراء الضمائر، تقول بدراوي.

وأردفت ذات المتحدثة، أنه نظرا للدور المهم للمجتمع المدني، في توعية وتحسيس المجتمع المغربي بأهمية مشاركة المرأة في الحياة السياسية، باعتبارها رافعة أساسية للديمقراطية والتنمية، كان التفكير من طرف جمعية فضاء الأمل في القيام بلقاءات وحملات توعوية ودورات تكوينية لتعزيز تمثيلية النساء في المجالس الجماعية المحلية و للرفع من القدرات النسائية حتى يؤدين الدور المنوط بهن، وأن يكون دورا فعالا، وليس شكليا للدفاع عن حقوقهن والوصول إلى تحقيق مبدأ المناصفة حسب ما أقره الفصل 19 من دستور 2011.

وأعلنت ذات الجمعية عن المشروع المنجز بتمويل من صندوق الدعم المخصص لتشجيع تمثيلية النساء، من خلال ندوة افتتاحية بتاريخ 22 فبراير 2023 بدار الطالب(ة) بجرسيف، حيث تمحورت حول “تشجيع تمثيلية النساء”، كما سلطت الضوء على إشكالية ضعف مشاركة النساء في العملية السياسية ومراكز صنع القرار.

واستهدف المشروع السالف الذكر أزيد من 200 مستفيدة بالجماعات العشر بإقليم جرسيف ( تادارت، رأس القصر، بركين، الصباب، صاكة، مزكيتام، المريجة، هوارة اولاد رحو، جرسيف، اولاد بوريمة)، وذلك من خلال تنظيم 10 دورات تكوينية، حيث انقسمت كل دورة إلى يومين أي بمعدل 20 مستفيدة في كل دورة.

وعرفت الدورات العشر نجاحا متميزا وتفاعلا كبيرا من طرف المستفيدات، خاصة الدورة التي احتضنتها الجماعة القروية بركين، حيت تجاوز عدد المستفيدات العدد المحدد بكثير عكس التوقعات القبلية والاحكام المسبقة عن النساء وهيمنة العقلية الذكورية بالجماعة التي تعد أبعد جماعة بالإقليم وتتواجد بأعالي الجبال، وتعرف بصعوبة تضاريسها ومسالكها التي تنعدم أحيانا، ويطلق على طريق الوصول إليها طريق الموت، حيث عبر هؤلاء المستفيدات عن سعادتهن بتنظيم الدورة بالجماعة وعدم اعتبار ساكنة الجماعة بالنسبة للجمعيات مكانا للإحسان العمومي فقط والاهتمام بالمنطقة من جميع الجوانب مثل التكوينات وتقوية القدرات.

وقامت جمعية فضاء الأمل في إطار المشروع نفسه، بانتاج محتوى رقمي، قصد تسليط الضوء على أهمية الرفع من نسبة مشاركة النساء في الحياة العامة، والتحديات التي تواجههن لتمرير الرسائل التحسيسية، كما تم إنشاء صفحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي خاصة بالمشروع، لتداول مجموعة من الفيديوهات والمطويات ذات الطابع التوعوي المتعلقة بأهداف المشروع.

وتم اختتام هذا الاخير، بإنتاج فيلم قصير بعنوان ” أمل” لإلقاء الضوء على تحديات النساء وانتصاراتهن ودورهن الإيجابي في المجتمع، حيث تعتبر أمل نموذج لشابة جرسيفية تشعر بالإلهام والرغبة الشديدة في تغيير الواقع السياسي للنساء، واجهت مجموعة من الصعاب والتحديات للوصول إلى هدفها، ليننهي الفيلم برسالة قوية تعزز أهمية التمثيل السياسي للنساء وتشجعهن على كسر الحواجز التي تواجههن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى