ثقافةمجتمع

جرسيف: تنظيم ندوة فكرية حول موضوع إسهامات قبائل جرسيف في المقاومة من أجل التحرر والإستقلال

حفيظة لبياض

احتضنت دار الثقافة زوال يوم أمس الخميس 17 نونبر الجاري، ندوة فكرية حول موضوع “إسهامات قبائل جرسيف في المقاومة من أجل التحرر والإستقلال” وذلك بمناسبة تخليد الذكرى 47 للمسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى 67 لعيد الإستقلال المجيد.

وتم تنظيم هذه الندوة الفكرية، من طرف المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بجرسيف، بشراكة مع فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، ومركز الشرق للدراسات والأبحاث، وذلك من أجل استحضار تضحيات رجال المقاومة وجيوش التحرير الذين ساهمو في تحرير البلاد من الإستعمار الفرنسي، من خلال إبراز تاريخ قبائل جرسيف في مقاومة الإحتلال.

وقال رياض مناسب رئيس مصلحة الشراكة والتواصل بمديرية التعليم، في كلمة بالنيابة عن عبد العزيز إنسي المدير الإقليمي لدى وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بجرسيف، أن المديرية تراهن على ترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية والمساواة، في صفوف الناشئة، من خلال إعداد وبرمجة أنشطة ودعامات ذات أبعاد توعوية وثقافية بالفضاءات التربوية.

وأكدت كلمة إنسي، على أهمية نوادي التربية بالمؤسسات التعليمية، التي تسعى إلى تأطير المتعلمات والمتعلمين، بفضل الجهود التي تقوم بها الأطر التربوية في إطار تعزيز أدوار الحياة المدرسية، نظرا لكون مستقبل الناشئة رهين بما يتم تلقينه داخل المدرسة العمومية من قيم المواطنة الشريفة، والتي ترتكز على تاريخ الأجداد والأسلاف.

وأوضح بلال بروز القيم على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بجرسيف، في كلمته بالمناسبة، أن عيد الإستقلال المجيد يعتبر منارة وضاءة وازنة في السجل التاريخي، الذي صنعه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد في تلاحم واتحاد وترابط، وذلك عبر محطات تاريخية بارزة، من خلال الحركة الوطنية التي برزت بالمدن، والمقاومة المسلحة بالقرى، وفي ذات السياق أكدد بروز على أهمية تنظيم هذه الأنشطة الثقافية في ترسيخ قيم المواطنة والإعتزاز بتاريخ البلاد.

وتمحورت مداخلة الأستاذ معاذ اليعكوبي حول مساهمة جرسيف في مسلسل الكفاح من أجل إستقلال المغرب، حيث سلط الأضواء على سيرة الشهيد علال بن عبد الله الذي ينحذر من قبيلة هوارة أولاد رحو، مستحضرا تضحيات الشهيد من أجل تحرير الأراضي المغربية، كما تحدث عن جيش التحرير بجرسيف، وإسهامات قبائل المطالسة، مغراوة وبني وراين، من خلال التنظيم والمعارك ثم تأسيس فرق الجيش، ليختم مداخلته بعرض وثائق تاريخية هامة.

وتطرق الأستاذ حماد وهاب، في مداخلته التي جاءت تحت عنوان مقاومة الإستعمار الفرنسي بممر تازة “منطقة كرسيف نموذجا”، حيث ذكر أن المنطقة شكلت محركا للصراع، خاصة وأنها ذات موقع إستراتيجي بالنسبة للإستعمار الفرنسي، الذي إعتبر المنطقة ممرا للعبور إلى تازة وفاس والمناطق المجاورة، وأبرز الأستاذ حماد السياق التاريخي لمشاركة قبائل هذه المنطقة في مقاومة المستعمر، والذي يعود إلى فترة معركة إيسلي سنة 1844، سواء المشاركة عبر الأشخاص، أو من خلال التمويل الحربي.

وتحدث الأستاذ عبد الصمد أزروال، في مداخلته التي خصصها لجرد أهم المعارك التي خاضتها قبائل جرسيف لمواجهة الإستعمار الفرنسي من 1910 إلى 1927، حيث أشار إلى طريقة مشاركة أهم القبائل بجرسيف لطرد المستعمر، مبرزا مميزات ذات المحطات التاريخية.

وشدد فؤاد الربع رئيس مركز الشرق للدراسات والأبحاث بجرسيف، في تصريح لجريدتنا، على أهمية تنظيم ذات الندوة الفكرية، حيث تطرق المؤطرون لمختلف الجوانب التي ميزت تاريخ جرسيف ودور جغرافية المنطقة في تحرير البلاد، كما نوه بتنظيم هذه التظاهرة الثقافية التي تسعى إلى ترسيخ قيم التشبت بالتاريخ المجيد.

وشهدت هذه الندوة الفكرية، تكريم المقاوم لفضيل الشيهب أحد رجالات المقاومة وجيش التحرير بمنطقة كرسيف، والذي يعتبر شاهدا عن محطات هامة في تاريخ المغرب، فضلا عن عرض مجموعة صور تاريخية.

     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى