عامل إقليم جرسيف يثير جدلا واسعا٠
حفيظة لبياض٠
أثارت مراسلة نشرتها مواقع إلکترونية وورقية محلية ثم وطنية لمراسل مجهول، مفادها غضب ساکنة الإقليم من تعطيل دينامية التنمية المحلية، جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي منذ يوم الأربعاء 27 مارس الجاري٠
وحسب المقالات التي أثارت ردود أفعال قوية مٶيدة وأخری معارضة من طرف منتخبين، وفاعلين جمعويين، ثم إعلاميينٰ، ومواطنين، فقد عبرت کتابات علی جدران مٶسسات عمومية، منها ثانوية الحسن الداخل ومدرسة ملوية، عن سخط ساکنة إقليم جرسيف من عدم تسريع حسن بلماحي بإنجاز مشاريع حقيقية تستجيب لتطلعاتهم وانتظاراتهم، لذلك يحتجون بکتاباتهم علی الجدران من أجل رحيله٠
الشيٸ الذي يطرح أکثر من سٶال من قبيل، من الجهة التي أثارت موضوع الساعة؟ وهل الإحتجاج أصبح يتم أثناء الظلام، حيث تتحول جدران مٶسسات المدينة إلی لافتات تحمل شعارات تطالب برحيل عامل الإقليم؟ وهل تختبٸ حياء أم خوفا؟
لم أتحدث عن إنجازات حسن بلماحي أو عدم تقديمه خذمات للصالح العام، بل أشير إلی تجاذبات سياسية بالمدينة، ومحاولات هيٸات تستغل مطالب إجتماعية واقتصادية للساکن لتحقيق أهذافها السياسية٠
وغالبا ما تتناول المواضيع الحساسة والتي تمس عاطفة ومعاناة المواطن البسيط الذي يتوهم أن هذا الحزب، سيضمن له حلول حقيقية لهمومه اليومية، فيصبح کالمغرب الذي شبه بالأرنب في عهد الإستعمار، جميع الدول الإمبريالية تسارعت وتحاربت من أجل إستعماره، ليس حبا في لغته أو عشقا لدينه، لکن سعيا في استنزاف خيراته وثرواته، هکذا حال المواطن الجرسيفي، فالأحزاب السياسية تتجاذب لمناقشة ظروف عيشه السيٸة فقط بشکل شفهي، فليس لإخراج حلول تطبيقية إلی حيز الوجود(الا في حالة وقوع معجزة)، بينما لغرض الحصول علی صوته في فترة الإنتخابات، لذلك يسعی المترشح بفترة سابقة إلی إقناع المواطن البسيط بمنهجية ذکية٠
وتعتبر الکتابة علی الجدران وسيلة لإستقطاب أکبر عدد من السکان وتوهيمهم بالأصلح، أما الحديث عن عامل الإقليم فهو خطة لإکتشاف من الأقرب إلی قلبه، ومن يرکض وراء دعمه٠کما يتواصل عامل الإقليم بشکل مستمر مع المجلس البلدي والمجلس الإقليمي،في إطار تدشين المشاريع التنموية والأوراش و٠٠٠حيث هذان المجلسان يسيرهما حزبي المصباح والميزان، ومن المستحيل أنهما متبنيا فکرة الکتابة علی الجدران أو المس بشخص العامل، نظرا لخروجهم ببيان يٶکد علی دور حسن بلماحي في الدفع بعجلة التنمية، ويشيد أيضا بخذمته للصالح العام، وإنجاز المشاريع التنموية وجلب الإستثمارات٠
وفي نفس السياق يغرق حزب الحرکة الشعبية الذي يسير الجماعة القروية هوارة اولاد رحو في هموم ومشاکل لا منتهية خاصة متابعات ومحاکمات بخصوص النهب والإستيلاء علی الأراضي، وقد فجر غضبه في سعيد بعزيز الناٸب البرلماني لحزب الوردة وهاجمهه بشراسة، متهما إياه باستغلال الأراضي السلالية، وسد تارکا ومادي و٠٠٠لتزيين صورته السياسية وإنجاح مشروعه الإنتخابي کما ورد في بيان له٠
وإذا کانت ساکنة إقليم جرسيف تسستعد للحراک وتحتج وتطالب برحيل العامل، لماذا توجهت إلی الخربشة علی الجدران بدل من التوجه إلی عمالة الإقليم؟ فهل الساکنة واعية بحقها في الإحتجاج ولم تدرک الأسلوب المناسب لنهج الإحتجاجات؟
إن الکتابة علی الجدران شيء مألوف، يمارسها غالبا التلاميذ بمٶسساتهم التعليمية، حيث نجد مجموعة من العبارات والجمل تصب في معاني کثيرة، کالحب، الکلام غير اللاٸق، أو کلمات لها حمولة سياسية واردة من أشخاص يفتقدون الجرأة، مثلا الشعب يريد٠٠٠، الشعب ضد الحکومة٠٠٠ فلماذ لا تتخذ منحی الجد والتحقيق؟ غالبا لأنها لا تتوفر علی دقة ومصداقية، وهي طبعا واردة من أشخاص مجهولين٠
إذن من الواضح أن الکتابة علی الجدران ليست صدفة واستهذاف عامل الإقليم له غايات سياسية٠
ورغم کل هذه الظروف التي يشهدها الإقليم،الإقليم، واستياء المواطنين من الوضع الراهن، تبقی جهات تسترزق وبمأساة هٶلاء المتضررين عبر الإعلام الذي يظلل، أو جمعيات تسعی إلی الکسب، أو أحزاب تستعد للفوز٠