كُتّاب وآراء

نزاع حول شرعية الكسكس بين المغرب والجزائر مثير للاستغراب

مصطفى داحين

بلغ التنافس الاقتصادي بين البلدين الشقيقين ذروته القصوى وهو يسجل قفزة في التنمية فاقت كل التوقعات حين هيمن منتوج طبق الكسس على مخططات الاقتصاد الحالية والمستقبلية بدء بتحديد جنسيته وبطاقة تعريفة وعلامته التجارية المسجلة للتسويق دوليا .

الجزائر جن جنونها لما شرع المغرب في ترويج طبق الكسكس كأحد أشهى الأكلات التي يفتخر بها مطبخه عالميا حيث يعود من الناحية الانثروبولوجية بما فيها السياسية إلى إبراز مدى تشبث المغاربة بتاريخهم الضارب في جذور التاريخ واهتماهم بالحاضر السياحي والاجتماعي كعنوان يفترض أن يلقى في الأمم المتحدة مقعدا يسجل مقولة ” المغاربة هنا والآن “. وهذا ما دفع بالاشقاء إلى الدلو
و بدلوهم على أن طبق الكسكس جزائري الأصل والجذور وليس الحق للمغاربة في تبنيه .

واذا كانت سياسة الكسكس على هذا القدر من الأهمية الاقتصادية و الجيوسياسية ، فلماذا لا يقوم الأشقاء بإعداد صحون كسكهم والمغاربة كذلك ونلتقي في جوج بغال باطباقنا ونجعلها وليمة كسكس نأكل فيها كل خلافاتنا وصراعاتنا المفتعلة و نتصالح مع ذواتنا وذاتنا المشتركة بحضور ضيوف الرحمن من كل البلدان العرببة والعجمية ، ونعلن أمام الملأ انه يوم تاريخي وعيد قاري نحتفل به كل سنة ؟

من المعروف أن الساسة لا يفكرون بمثل هذه المستويات ، لكن المجتمع المدني له الحق والإرادة المطلقة في التحرك لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه الحكومتان الجزائرية والمغربية ، وللشعبان الشقيقان الحق في تكسير الجدار الوهمي الفاصل بين البلدين . ألم يسمونه من قبل ؛ جوج بغال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى