من يقف وارء تزييف الحقائق المتعلقة بظروف البحث عن راعي بويبلان؟
9 نوفمبر، 2018
0 1 3 دقائق
يوسف العزوزي:
أستحضر مشهدا أود أن أفتتح به متابعتي المتواضعة علني أنقل القرائ إلى عمق ما أعتزم كشفه في موضوعي المتعلق بالسؤال عن من يقف وراء تزييف الحقائق المتعلقة بظروف البحث عن راعي بويبلان الذي توفي وسط كثبان الثلوج، و يرجع المشهد إلى سنوات خلت كانت شعلة الاحتجاجات متوهجة فيما عُرف بأحداث تازة في عهد عامل سابق.
اتفق المحتجون حينها على تنظيم وقفة احتجاجية أمام العمالة و كتابة لافتتين تُحمل إحداهما المسؤولية للمنتخبين، فيما يُحمل مضمون اللافتة الثانية المسؤولية لعامل الإقليم آنذاك.
وقف المحتجون أمام مدخل العمالة كما اتفقوا لكنهم لم يرفعوا إلا تلك المعنية بعامل الإقليم لأن اللافتة التي تشير بأصابع الاتهام إلى المنتخبين اختفت بفعل فاعل أو فاعلين، فانتصبت أمام المئات من المحتجين لافتة واحدة ووحيدة تقدم رمزا يحمل معلومة ناقصة لا يمكن تصحيحها في أذهانهم .
علما أن بنية الفساد بتازة ( فعاليات و شبكات و جمعيات و هيئات ووووو)التي فكرت و خططت لتشويه المعلومة كانت تدرك أنها تفعل ذلك لاستثماره من خلال دفع المواطن للتصرف حيال ما أعطته من معلومات، و استثمار نتائجه بشكل مريح… هكذا درج سياسيو تازة على إضعاف السلطة الإقليمية للحفاظ على وجودهم و استكمال هيمنتهم.
في المشهد الثاني: “الكدب و البهتان في رواية وفاة راعي بويبلان” تغير الركح و الزمان و الأحداث والعنوان و الشخصيات و دور الفنان، لكن بنية السيناريو لم تتغير، سيناريو يدنس قدسية صدق الخبر، و يعيد إنتاجه و تسويقه اعتمادا على عناصر البنية ذاتها .
“عامل اقليم تازة والقائد يتحملان مسؤولية وفاة راع بويبلان وسط الثلوج” عنوان كغيره، لم يكتف كاتبه بتغييب الحقائق بل زيفها، عندما كدب و قال بأن نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي طالبوا بالبحث عن راعي الغنم و التدخل بواسطة مروحية و أن السلطات الإقليمية لم تتجاوب.
فمن يتابع مصدر المعلومات المتعلقة بحدث فقدان راعي بويبلان و مفاصل تدفقها و مسارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي يمكنه أن يعثر على بصمات عناصر البنية التي تمت الاشارة إليها أعلاه.
و الواقع أن العاصفة الثلجية والرياح القوية وصعوبة الرؤية عرقلت عملية البحث عن الراعي فور فقدانه في قمة جبل يقدر ارتفاعه ب 3000 متر و تتجاوز فيه التساقطات 3 أمتار في أحيان كثيرة، فاستحال استعمال المروحية.
لكن بمجرد أن تحسنت الاحوال الجوية ، قامت فرقة بحث مكونة من الدرك الملكي، والوقاية المدنية، والقوات المساعدة، مدعومة بالسلطة المحلية وأعوانها مؤازرة بساكنة الدوار، بعملية تمشيط واسعة لمناطق الرعي التي اعتاد أبناء المنطقة ارتيادها، و استمرالبحث عنه .
كما تم خلال هذه العملية تسخير مروحية تابعة للدرك الملكي، قامت بعدة طلعات جوية استكشافية على امتداد قطر طوله 20 كلم بمعدل سبع ساعات في اليوم ، غطت المنطقة الغابوية المتميزة بوعورة تضاريسها، غير أنها لم تسفر عن العثور على الهالك رحمه الله.
كما أشرفت السلطة الإقليمية في نفس الأسبوع على عملية فتح الطرق (الطريق الوطنية رقم 29، الطرق الإقليمية رقم 5411، 5415 و 5420 ) وكذا المسالك المؤدية للدواوير حيث بلغ الطول الاجمالي للطرق التي تم التدخل فيها 110 كلم والتي سخرت لها موارد بشرية ولوجستيكية كافية ككاسحات للثلوج، وجرافات و آلات تسوية الطرق …
و ما تجاهلته المصادر الدعائية هو أن علمية البحث تزامنت مع تواجد عامل الإقليم في منزل الراعي المفقود بجانب أمه و أبيه و أفراد عائلته التي تأويه ، و عاود زيارتهم أثناء إقامة مراسيم الجنازة .
إذن تبرهن الصور و شهود العيان و أولهم أسرة الراعي الفقيد ، أن السلطة الإقليمية سخرت السلطات المحلية و الدرك الملكي و مروحية الدرك الملكي و القوات المساعدة و الوقاية المدنية بالإضافة إلى المتطوعين من رجال القبيلة في عملية البحث ، لكن ما شاء الله فعل و مات الراعي رحمه الله، ليخلف وراءه حزنا كبيرا و أسئلة كثيرة: فمن زيف و من يقف وراء تزييف الحقائق؟ و من غيب مسؤولية المنتخبين الآمرين بالصرف؟ و لماذا لم تتعامل السلطة الإقليمية بمنهجية الفورية في تفنيذ الأكاذيب و هي في مهدها ؟
إنها البنية ، و هي بنية لا شخصية تحمل في طياتها استعدادا و أدوات اشتغال للتعامل مع أي حدث لإعادة إخراجه بنفس الطريقة لأن عناصرها تدربت لسنوات و هدفها إضعاف “الخصم” للحفاظ على الهيمنة…و قد تُستعمل يوما فيما هو أبعد من ذلك.