كُتّاب وآراء

ماذا تعرفون عن جريمة الإفطار العلني في رمضان؟

و نحن في  الشهر الفضيل رمضان الكريم والكل يتسائل حول طبيعة هذه الجريمة وعن أركانها المادية والركن المعنوي فيها، وكذلك إطارها القانوني.
البداية ستكون مع الإطار القانوني احتراما لمبدأ التدرج في الفهم وكذلك ترسيخا لمبادئ الصفحة التي تنبني على نشر القاعدة القانونية المجرمة كي تصل إلى السواد الأعظم من الناس ليطلعوا عليها.
الركن القانوني أو الإطار القانوني:
الفصل 222
كل من عرف باعتناقه الدين الإسلامي، وتجاهر بالإفطار في نهار رمضان، في مكان عمومي، دون عذر شرعي، يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من اثني عشر إلى مائة وعشرين درهما.
الركن المادي:
من خلال الفصل المذكور أعلاه يمكن أن نستنتج أولا أن هذه الجنحة تقوم على أساس كون الشخص موضوع المتابعة مسلم وهذا ما يمكن أن يستنتج من خلال عبارة ” كل من عرف باعتناقه الدين الإسلامي”، أما التجاهر بالإفطار في نهار رمضان في مكان عمومي المنصوص عليه في الفصل المذكور أن يقوم الشخصا بالإفطار عنوة أمام جماهير الناس أو في أماكن يمكن أن يمر منها الأشخاص تلقائيا ( كالطرق العمومية والأسواق …) وغيرها ولكنه وضع للمتابعة شرطا جوهريا وأساسه العذر الشرعي، ويدخل ضمن نطاق الأعذار الشرعية العديد من الحالات التي حددتها الشريعة الإسلامية كالمرأة الحامل أو المرضى أو المسافرين …
وكملاحظة بسيطة في هذا الصدد كما ما هو معلوم في الشريعة الإسلامية عن كون الصوم هو امتناع عن شهوتي البطن والفرج من الفجر إلى إلى المغرب، وبذلك يكون المقصود بنهار رمضان هي من الفجر إلى المغرب، على الرغم من كون المشرع المغربي يؤاخد بالإفطار الذي ينصب حول شهوة البطن طالما أنه يمكن أن يحدث في العلن يمكن له كذلك أن يؤاخد بالإفطار الذي ينصب حول شهوة الفرج إن هو تم بشكل علني رغم ندرة حدوثه وإن كان يحمل صفة جرمية أخرى كالفساد والخيانة الزوجية وغيرها من الأفعال ذات الطابع الجنسي وذلك بالرغم من كون القضاء يأخذ بالجريمة الأشد إن ارتكب الجناة عدة جرائم.
الركن المعنوي:
كما هو معلوم أنه لا يتوافر القصد الجنائي عند الفاعل إلا إن وجه الجاني نشاطه الإرادي في صورة فعل أو امتناع من أجل تحقيق واقعة إجرامية، وكذلك يجب أن يكون الجاني عالما بحقيقة هذه الواقعة المجرمة واقعيا وقانونيا، لذلك يمكن أن نقول أن القصد الجنائي في هذه الجريمة يتحقق بمجرد قيام الشخص عمدا بالمجاهرة بالإفطار في نهار رمضان في الأماكن العمومية وهو يعلم أنه بإتيانه هذا السلوك يستفز شعور العامة من المسلمين وأن فعله هذا مجرم من الناحية الشرعية والقانونية.
العقوبة المقررة لهذه الجريمة:
من شهر إلى 6 أشهر وغرامة من 12 إلى 120 درهما.
الأعذار المعفية من الجريمة والعقاب:
التوفر على عذر شرعي وقد سبق وأن أعطيت أمثلة على ذلك.
*هام جدا:
يقوم بعض المواطنين وذلك بعد مشاهدة شخص يقوم بالمجاهرة بالإفطار في رمضان بمضايقته وتسليط عنف نحوه وهذا في حد ذاته سلوك يجرمه القانون، أولا لأنك كمواطن لا يمكنك معرفة ما إذا كان ذلك الشخص له عذر شرعي أو أنه لا ينتمي للديانة الإسلامية أصلا (فيمكن أن يكون يهوديا أو نصرانيا) ثانيا ربما تقع في سلوك إجرامي أشد من الإفطار العلني في رمضان (كالسب والقذف أو الضرب والجرح…) وهذا يعرضك لعقوبة حبسية وربما سجنية مجانية هذا لانفعالك.
ما يجب عليك القيام به في مثل هذه المواقف وإن كان القانون يخولك حسب المادة 76 من قانون المسطرة الجنائية في حالة التلبس ضبط الفاعل وتقديمه إلى أقرب ضابط للشرطة القضائية، أن تتصل بالشرطة وهم من سيتكفلون بالقضية.

أسامة_النجاري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى