كُتّاب وآراءمجتمع

الحرب الباردة بين الاحزاب السياسية المترشحة لإنتخابات 8 شتنبر 2021

لحسن بن مولى

مما لاشك فيه أن جميع الأحزاب السياسية المرشحة لإنتخابات 8 شتنبر بدأت حملتها الإنتخابية بقوة و تعمل بجد من أجل انجاح حملتها والحصول على أكبر عدد من أصوات المنتخبين، من خلال القيام بحملات انتخابية على أرض الواقع بتوزيع رموز أحزابهم في أحياء وأزقة كل المدن المغربية ودعوة المواطنين الى وضع العلامة على رمز حزبهم مع إعطاء الوعود بالتغيير نحو الأفضل ومهاجمة الأحزاب الأخرى لكسب ثقة الناخبين.

ونظرا للحالة الوبائية لجائحة كوفيد 19 فقد استغلت الأحزاب المرشحة لدعم حملتها مختلف وسائل التواصل الإجتماعي وبالخصوص العالم الأزرق (فيسبوك) من أجل توسيع حملتهم الإنتخابية من خلال نشر عبارات محفزة والمدح والوعود بالتغيير… لجلب أكبر عديد من المناصرين لبرنامجها الانتخابي و الدعوة للتصويت على رموز احزابهم وكذلك التواصل مع المنتخبين بشكل خاص.

هذا السباق نحو جمع أكبر عدد من أصوات المنتخبين تمخضت عنه حرب باردة بين كافة الأحزاب المرشحة لإقتراع 8 شتنبر.

والمتتبع للمنشورات الإنتخابية والتعاليق المصاحبة لها على مستوى العالم الأزرق ستتضح له ملامح هذه الحرب ووجه العداء والتهكم الذي يمارسه أنصار ومرشيحي الأحزاب على بعضهم.

بحيث يمكن وصف هذه السلوكات بالحرب الباردة بين ممثلي الأحزاب وجيوشهم والتي تميزت بالسب والشتم والاتهام بالزبونية والرشوة والاستغلال… تعبيرا عن العداوة بينهم.

بحيث أن بعض الاحزاب دخلت في هذه الحرب بالرد بنفس الأسلوب والهجوم على الحزب المنافس والبعض الآخر اكتفى بالصمت وترك المجال للتعبير مهما كان مستوى الاتهام تفاديا الدخول في مستنقع العداوة التي يمكن أن تتطور لمستوى العنف بين الأشخاص.

ورغم الدعوة إلى احترام مختلف الإنتماءات السياسية للأحزاب فيما بينها والتحلي بروح المنافسة الشريفة إلا أن وراء جل الحملات الإنتخابية حرب باردة بين مؤيدي وممثلي الأحزاب المختلفة فيما بينهم ولا يمكن انكار هذا الواقع.

هذا الواقع المشحون بين المرشحين ومؤيديهم دفع العديد إلى العمل لشحن مجموعة من الأطراف للهجوم على أحزاب ومدح أحزاب أخرى من خلال ألية الفضح وتلفيق تهم الإستغلال والرشوة… بينما اكتفى البعض بالهجوم على جميع الحملات الإنتخابية بكل الوان رموز مرشيحها معتبرا أنه نفس السيناريو الذي يعتمده المرشحين قبل الانتخابات للحصول على مقاعد مريحة وتحقيق التغيير في حياتهم الشخصية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى